Monday, April 1, 2019

الحماية الجنائية للنظام الجمهوري Criminal Protection of the Republic



 مجموعة الأفكار التالية تهدف إلي مساعدة الباحثين في هذا المجال في تتبع الموضوع في القانون بصفة عامة على أن يلي ذلك فيما بعد أفكار لتتبع الموضوع في القانون المقارن

أولاً: الحماية الجنائية للنظام الجمهوري هي فرع من أصل لابد من التطرق له ابتداء وهو الحماية القانونية لنظام الدولة الجمهوري

ثانياً: يتصل هذا الأصل اتصال وثيق بمفهوم الدولة والتي هي أيضاً فرع من أصل هو مفهوم الشعب ودور الفرد بإعتباره نواة هذا الأصل

ثالثاً: مفهوم الشعب ودور الفرد والوظيفة الأجتماعية للفرد ليس بأمر جامد تحدده نصوص قانونية جامدة بل أمر واقعي تحدده مجموعة من العوامل الواقعية

رابعاً: أدوات مدرسة التحليل الواقعي للقانون لها أهمية بالغة في التعرف على دور الفرد ومفهوم الشعب والحكومة خاصة في المجتمعات التي تتطور بزيادة الوعي فيها

خامساً: محضر اجتماع مجلس الوزراء وحديث الرئيس عبد الناصر فيه عن ضرورة تغيير مفهوم الدولة والإيمان بدور الفرد هو نقطة بداية يمكن لمدرسة التحليل الواقعي  للقانون دراستها

سادساً: ما قاله عبد الناصر من أن دور الدولة يجب أن يتغير وألا يكون دورها هو العمل لسيادة طبقة على طبقة بل لتحقيق العدالة والمساواة هو في صميمه يمس السياسة العامة القانونية والتي هي أحد أدوات الدولة 

سابعاً: ما سرده الدكتور حسام بدراوي عن الأيام الأخيرة في فترة الرئيس مبارك هو نقطة بداية مهمة أيضاً للتحليل الواقعي للقانون في مصر







سامى شرف يتذكر(1) كيف فكر عبد الناصر فى «حل جذرى» لإصلاح الجهاز الحكومى؟
الأهرام


إصلاح الجهاز الحكومى وكيفيته وفلسفته، هى تساؤلات مطروحة دائما على مائدة البحث فى مصر عبر العصور، فى الماضى والحاضر لأجل المستقبل، وفى هذه السطور التى نقدمها من واقع محضر اجتماع جلسة مجلس الوزراء يوم 29 أكتوبر عام 1961، تحدث الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر باستفاضة عن رؤيته للمسألة بالكامل،
قائلا إننا إذا عملنا - فى مسألة الإصلاح- على تعديل ما هو موجود، والبناء على أنقاضه، فكأننا لم نفعل شيئا، لكن لا بد من تغيير جذرى فى الجهاز الحكومى؛ تغيير يرتبط بالمفاهيم، وعلى رأسها مفهوم الدولة ذاتها، ودورها الذى يجب أن تقوم به، لا ما كانت تقوم به منذ القدم فى مصر.

............................................................

فى البداية قال جمال عبد الناصر: إننا لكى «نهز» جهاز الدولة لابد من أمرين. أولا : بحث مفهوم الدولة، وإلغاء كل ما كان فى الماضى فى هذا الشأن، وعمل شىء جديد يحقق الهدف الذى نعمل من أجله. وثانيا: بالنسبة للفرد لا بد أن نعطيه الفرصة الكاملة ليكون على قدم المساواة مع الباقين، فالفرد هو الموجود فى المجتمع، لن نستطيع أن نستورد أفرادا من الخارج للتطعيم، لأن هذا مجتمعنا ولا يصح أن نيأس منه ، لكن نحاول تطويره وهذه مسئوليتنا الأساسية باعتبارنا قيادة لهذا المجتمع.

وأوضح قائلا: لن يمكن تطوير هذا المجتمع إلا إذا آمنا بالفرد.. «أبو مخ قافل» رأيته فى الجيش، بعد ستين يوما من دخوله كان مثل «اللهلوبة». هذا الفرد كان يحضر من القرية إلى الوحدة «متلبش» لا يعرف كيف يسير، وبعد ثلاثة أشهر أصبح مثل «الجن» ونبيه. هذا الفرد كان لا يعرف القراءة والكتابة ولكنه يعمل فى أى سلاح.. «الفرد ده مش عبيط زى ما بيقولوا»، لكنه خبيث وعنده ملكة قوية، «طول النهار فى الغيط»، لم يجد الفرصة وعلينا أن نوجد له الفرصة.. هذا الفرد كان فى الجيش يحفظ كتاب ضرب النار وكان غيره من المتعلمين والمثقفين لا يستطيع ذلك.. «هو ده الفلاح والمواطن المصرى»! الذى لم نكتشفه حتى الآن.. لماذا؟! لسبب بسيط هو الدولة.

وتساءل الزعيم قائلا: ما هى الدولة؟.. الدولة هى عبارة عن سلطة أقامتها الفئة المتحكمة لتحمى مصالحها.. الدولة هى السبب فى أن المواطن «متلبش».. الدولة منذ القدم تعمل لصالح فئة قليلة، وتعامل هؤلاء الناس على أنهم عبيد!. وأضاف: عندما نقول إننا نحتاج لحل جذرى فى هذه العملية.. «حقيقى يجب هز الجهاز الحكومى هزا».. ما هو معنى الهز؟.. ليست لوائح أو قوانين أو علاوات للموظفين.. لكن الدولة منذ القدم كيف كانت تسير؟.. فى عهد المماليك كانت تخدم من يجمع الضرائب للسلطان.. إذن الدولة من الخديوى حتى الجندى وجدت لتحمى ملكية أصحاب الأملاك، وتحمى ثروات أصحاب الثروات، ومصالح أصحاب المصالح.. تحمى الفئة القليلة التى ملكت هذا البلد. لكن عندما نقول إننا نهز هذا الجهاز هزا يجب تغيير المفاهيم كلية.. اليوم البوليس يحمى أصحاب البيوت والأراضى.. «شيل» البوليس وقل: لن أحمى هؤلاء.. سوف تنقض فئة على المنازل وسيقوم الفلاح وأولاده ويستولون على قطعة أرض بالقوة ويقيم العدالة التى يراها. وقال إن الدولة منذ القدم تحمى الملاك من الذين لا يملكون، وتحمى أصحاب المصانع من العمال، وتحمى أصحاب الأرض من الفلاحين، ومازلنا نطبق مفهوم الدولة الذى ورثناه مهما غيرنا اللوائح والقوانين.. لا فائدة.. فمثلا الشخص الذى ارتكب جريمة قتل تكون عنده الفرصة للبراءة إذا كان يستطيع أن يدفع المال للمحامى، فيمكن أن يدافع عنه أحسن المحامين، لكن الشخص الذى لا نقود عنده وارتكب جريمة قتل ضاع فى هذا البلد.. لأن الدولة خلقت لتحمى أصحاب الأموال.

وأكد قائلا: لأجل أن نعيد بناء هذا المجتمع، يجب أن نبدأ بالدولة.. لمن تعمل الدولة؟.. هل تعمل على سيادة طبقة لطبقة؟.. أم لإقامة العدالة والمساواة؟.. الدولة حتى الآن تعمل لصالح طبقة.. نحن حتى الآن نعمل بقوانين إسماعيل صدقى وتوفيق نسيم وغيرهما.. هذه القوانين وضعت لصالح الطبقات التى كانت سائدة.. وإذا قلنا إننا نريد هز جهاز الدولة هزا، فإنه ليس بتغيير اللوائح والقوانين، بل بتحديد ما هو مفهوم الدولة.

وبكلمات حاسمة فى اجتماع الحكومة، قال جمال عبدالناصر: يلزم إلغاء الماضى، وأن نعمل شيئا جديدا لنحقق الهدف الذى نعمل من أجله، وأن يأخذ كل فرد فرصة كاملة ليكون على قدم المساواة مع الباقين.. ويعطى الفرصة المعنوية فى القرية ويكون له صوت وكلمة كأى فرد، وتكون له السلطة الأعلى، لأنه هذا الفلاح الآن إذا رأى ضابط النقطة أو عمدة القرية فإنه لا يستطيع مقابلته ويغيّر طريقه.

وأوضح قائلا: .... وإذا قلنا إصلاح الجهاز الحكومى.. من يصلحه؟ هل الموظفون؟.. إذا لم يأخذوا التوجيه الواضح الصريح منا، فستكون الدولة بذلك تخدم الفئة التى تكلمت عنها، فيجب أن يكون التغيير جذريا لإقامة مجتمع جديد، ولكن إذا عملنا على أنقاض وتعديل ما هو موجود فكأننا لم نعمل شيئا، ولم نستطع أن نعمل شيئا.. ماذا فعل سيكوتورى؟.. قال إن الدفاع عن الفرد حق.. لماذا هذا يستطيع أن يدفع للمحامى وذاك لا يستطيع؟.. قام بجمع المحامين فى غينيا وجعلهم تابعين للدولة ويتقاضون مرتبات من الدولة.. ونحن مسئولون كحكومة عن الدفاع عن هذا البلد.. لا أن يجد الغنى الفرصة للدفاع عن نفسه ولا يجدها الفقير.

ثم انتقل جمال عبد الناصر فى الاجتماع إلى التعليق على «الاتحاد القومى» فقال: المفهوم الجديد للاتحاد القومى اليوم غير مفهومه من سنة، قد يمثل الاتحاد القومى بعد عام حزبا.. هو حزب المؤمنين بالاشتراكية، أو حزب من عملت الاشتراكية من أجلهم.. مفهومى تغير عن الكلام الذى قلته منذ عام.. قلت إن الاتحاد القومى لا يمكن أن يكون حزبا.. نجمع الطبقات داخل الاتحاد القومى لتحل المتناقضات بالطرق السلمية، حيث لا مجال داخله لصراع الطبقات، وإنما تحل مشاكله بالطرق السلمية، ولكن يوجد مجال لحل المتناقضات بين الشعب.. بين الفلاحين.. بين العمال.. بين المثقفين.. مفهوم الاتحاد القومى الآن يختلف عن مفهومى له فى السنة الماضية، لأنى كنت أقول أن كل مواطن عضو فى الاتحاد القومى.. لكن الاتحاد القومى فى مفهومه الجديد هو حزب اشتراكى، بمعنى أنه لم يعد لجميع الطبقات، بل للفئات التى تحدد على أنها هى الشعب وهذا تغيير جذرى بالنسبة لفكرة الاتحاد القومى.


http://www.ahram.org.eg/NewsQ/594737.aspx


أسرار الساعات الأخيرة قبل التنحى


شهادة تاريخية يسجلها حسام بدراوى فى «رجل العاصفة» و «أروقة القصر»
 
يومان.. وطائرتان.. تفصل بين كل منهما 6 أعوام و41 يوما بالتمام.. جرت خلالها فى نهر الحياة المصرية مياه كثيرة ودماء وفيرة.. وتغير مسار التاريخ!.

11 فبراير 2011.. طائرة هليكوبتر تقلع من مقر قصر الحكم فى مصر الجديدة لتقل الرئيس - وقتها- محمد حسنى مبارك إلى شرم الشيخ.. قبل ساعات من إذاعة بيان «تخليه» عن الحكم.. فى مشهد أخير يعلن انتصار ثورة 25 يناير وتحقيق مطلبها الرئيسى المتمثل فى رحيل الرئيس.

24 مارس 2017.. طائرة هليكوبتر تقلع من مستشفى القوات المسلحة بالمعادى لتقل الرئيس الأسبق حسنى مبارك إلى منزله فى مصر الجديدة.. بعد أيام من صدور حكم النقض بتبرئته فى قضية قتل متظاهرى ثورة 25 يناير.. فى مشهد أخير يعلن براءته من دماء المتظاهرين.

6 أعوام و41 يوما بالتمام.. ما بين الخروج من قصر الحكم والعودة إلى المنزل الخاص.. غصنا خلالها وسط طوفان الحقائق والأكاذيب والشائعات.. الأحداث والتحليلات والترجيحات.. الفتن والمؤامرات والانقسامات.. حتى قاطع المرء أخاه على اختلاف فى الرأي!.

لذلك.. ولأجل النجاة من الطوفان.. فإننا نعلن هنا مسبقا أننا لم يحركنا إلى كتابة سطور هذه القصة؛ «قصة اشتباك»، سوى أمر واحد.. هو «المعلومات».. نبحث عنها وعن الحقيقة فى التاريخ.. من خلال الشهادات التاريخية المنسوبة لأصحابها.. التى تحتمل بالطبع ظهور شهادات أخرى مقابلة.. ذلك السبيل الذى ينبغى أن يضمنا جميعا لمعرفة حقيقة ما جري.. وهو أيضا السبيل الذى ينبغى ألا يغضب أحدا.. بل لعله ينطوى على تطبيق حرفى لما قاله الرئيس الأسبق حسنى مبارك بنفسه عن نفسه: «سيحكم التاريخ عليّ وعلى غيرى بما لنا أو علينا».. وها نحن نسعى إلى قطع خطوة على طريق وضع تصور حول حكم التاريخ.



نحن الآن أمام «شهادة تاريخية».. وردت فى كتاب صدر حديثا، هو كتاب «رجل العاصفة» للكاتب الصحفى والإعلامى الشاب أحمد مبارك، عن الدار المصرية اللبنانية، ويضم شهادة كاملة للدكتور حسام بدراوى آخر أمين عام للحزب الوطنى الديمقراطى السابق، والذى تم تعيينه فى منصبه عقب اندلاع ثورة 25 يناير، ثم استقال بعد 5 أيام فقط.. ونحن هنا بينما نكتب الآن هذه القصة؛ «قصة اشتباك»، فإننا ننقلها عن الكتاب وعن وثيقة أخرى (مرئية) لم تنل ما تستحق من اهتمام، وهى فيلم توثيقى باسم «أروقة القصر.. كيف تنحى مبارك؟» كتبه أيضا نفس مؤلف الكتاب أحمد مبارك وأخرجه أحمد فتحي.. والآن فهذه هى أبرز فصول القصة التاريخية.

تلك الأيام

عقب نجاح الثورة التونسية فى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، فى نهاية عام 2010، كان معظم المسئولين فى مصر يرددون عبارة «مصر مش زى تونس»، إلا أن الدكتور حسام بدراوى عضو لجنة السياسات فى الحزب الوطنى شعر بخطورة الموقف، فى ظل تأخر الإصلاحات التى سبق أن طالب بها فى اقتراحات مكتوبة للرئيس مبارك، وأعاد طرحها فى الغرف المغلقة والإعلام، حتى أصبح يعتبر أقرب رجال النظام إلى المعارضة، بما فى ذلك حركة «كفاية» نفسها، التى كان ضيفا على مائدتها فى سحور رمضاني، مؤمنا دوما بمبدأ «الإصلاح من الداخل». لذلك حاول بدراوى أن يفعل شيئا، قبل يوم 25 يناير، فطلب مقابلة الرئيس، لكن لم تتم الاستجابة له، فطلب مقابلة أمين لجنة السياسات جمال مبارك.

خلال اللقاء يوم 20 يناير 2011، قال حسام بدراوى لجمال مبارك: «يجب أن يستبق الرئيس التظاهرات بقرارات سياسية ترضى الناس.. ما رصدته خلال اتصالاتى وأسرتى وتلامذتى وأصدقائى وأصدقاء أبنائى يقول إن هناك حالة غضب كبيرة بين الناس والشباب.. الناس عايزة تغيير حقيقي».

رد جمال قائلا: «كلها 48 ساعة والناس حترجع لأعمالها وحياتها.. يمكن أنت تأثرت بكلام المعارضة أكثر من اللازم.. الناس فى الأطراف وفى الصعيد ماعندهمش الإحساس ده.. حصلت إنجازات كبيرة الناس حاسة بيها الفترة اللى فاتت. الوضع هنا مختلف عن تونس، الرئيس التونسى كانت قراراته خاطئة وتصرف بتسرع، والجيش شد الكوبس»!.

بدراوي: «يجب ألا ننسى أن الجيش فى الأساس يحمى الشرعية. وإذا شعرت القوات المسلحة بأن الشعب لا يريد النظام فستقف مع الشعب».

حدث شد وجذب خلال الحوار، وشعر بدراوى فى الختام بأن مسافة كبيرة تفصل بين ما يراه فى الشارع وما رآه من هدوء وثقة عند نجل الرئيس.. لذا فقد خرج من المقابلة وهو يكاد يرى بعينيه حجم الكارثة المقبلة!.

الحريق

لا أحد يمكنه أن يعرف بالتحديد طبيعة شعور رجل انحاز على مدى سنوات إلى خيار الإصلاح من الداخل، بينما يجد نفسه يجلس الآن وهو يتابع بعينين ذاهلتين ذلك «الداخل».. وهو يحترق!.

مساء الجمعة 28 يناير، كان حسام بدراوى يشاهد مع أسرته عبر الشاشات مبنى الحزب الوطنى وهو يحترق.. ربما دمعت عيناه فى تلك اللحظة أو شعر بتجمد الدماء فى عروقه أو انتفض شعر رأسه.. وهو يرى النار تأتى على المكان الذى يعرفه جيدا.. يعرف جنباته وطرقاته.. غرفه المغلقة كانت شاهدة على مناقشاته ومجادلاته.. وكل محاولاته الحثيثة لمنع الحريق.. لكن ها هو الحريق - أخيرا- قد وقع!.

عقارب الساعة تشير إلى الثامنة مساء الجمعة.. كان لا بد من عمل شيء.. أى شيء.. اتصل بدراوى بجمال مبارك.. وقال له: «فين الرئيس؟.. الأحداث تستدعى مواجهة الأمة.. لازم رئيس الجمهورية المنتخب يخرج يكلم الأمة ويعلن القرارات اللى اتكلمنا فيها.. الوضع لا يحتمل التأخير».

رد جمال: «حيطلع هيكلم الناس وحيعلن قرارات».

صباح السبت 29 يناير، حاول بدراوى الاتصال بالرئيس نفسه، لكنه لم يتمكن، فطلب من القصر الاتصال بجمال مبارك، ولم يتمكن أيضا، فطلب من سكرتارية الرئاسة الاتصال بحرم الرئيس سوزان مبارك.. وبالفعل - بعد دقائق- أعادت السكرتارية الاتصال به.. وكانت السيدة سوزان على الجانب الآخر من الهاتف.. ودار بينهما الحوار.

بدراوي: «اسمحى لى يا هانم.. جايز ما يكونش ده دوري.. لكن واجبى يحتم عليّ أن تنقلى رسالتى للرئيس.. المستشارون اللى حول الرئيس همّ اللى أوصلوا الأمور للنقطة دي.. أخبرى الرئيس أن الخروج يأتى بتغيير الدائرة اللى بتحيط بالرئيس.. وخطاب الرئيس أمس لن يكفى لحل الأزمة».

سوزان: «رأيك ايه؟».

بدراوي: «الرئيس لازم يأخذ موقفا سريعا ويعلن للناس عدم ترشحه مجددا هو أو جمال.. ويستجيب للناس فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية».

سوزان: «إحنا مطروح أمامنا كل الحلول.. وإحنا يناقش كل الاحتمالات.. والرئيس حيأخذ القرار المناسب».

الكابوس.. والقرار

صباح الأربعاء 2 فبراير، كانت «موقعة الجمل» بالنسبة للدكتور حسام بدراوى بمثابة الكابوس.. فها هى أسوأ مخاوفه يراها تتحقق أمام عينيه.. فى لحظة تاريخية يقول إنها كانت من اللحظات الأكثر قسوة فى حياته.. شعر بالذنب كسياسى فشل أن يحمى بلاده من السقوط فى هذه الهوة السحيقة.

«أكنت مخطئا؟!».. سؤال وجهه الدكتور بدراوى إلى ذاته فى لحظة وقفة مع النفس حول الماضي.. لكن السؤال سرعان ما غدا لأجل المستقبل فأصبح: «هل هناك بيدى شيء يمكن من خلاله منع إراقة المزيد من الدماء؟!».. وجاءت الإجابة بالفعل بعد يومين.. فقد كان حسام بدراوى على موعد مع أصعب قرار يتخذه فى حياته.

وصل د.بدراوى إلى مقر رئاسة الجمهورية لمقابلة مبارك، بناء على طلب الأخير، وبمجرد وصوله أدخلوه فورا إلى مكتب الرئيس الذى كان يجلس فى انتظاره.

ويروى بدراوى المشهد كاملا بأدق التفاصيل - بالصوت والصورة- فى فيلم «أروقة القصر» فيقول إنه دخل القصر الجمهورى ثم توجه إلى مكتب الرئيس. انفتح الباب فوجد مبارك جالسا على مكتبه يرتدى قميصا وبنطلونا ورابطة عنق بلا جاكيت، وحوله صفوت الشريف وجمال مبارك وزكريا عزمي. وعندما دخل قام الرئيس من مكتبه للترحيب به، ونظر فى عينيه قائلا: «تلاقيك بتقول ما جابنيش وزير ولا سأل فيّ ودلوقتى عايزني؟».. فلم يرد بدراوى لكن مبارك واصل الكلام بتمكّن ووضوح - على حد وصف د.حسام- فقال: «على فكرة.. أنا فكّرت فيك قبل كده وزير صحة ووزير تعليم.. وفى اللحظة دى فكرت فيك رئيس وزراء.. لكن الظروف دلوقتى مختلفة.. اوعى تكون كنت بتزعل منى لما كنت بأقول كلام كده يمسّك فى الاجتماعات العامة.. لكن ما كنتش بأقول اسمك عشان ماحدش يؤذيك»!.

وواصل مبارك الكلام قائلا: «طبعا الموقف خطير.. وأنا عايزك تمسك أمانة الحزب وتبقى أنت الأمين العام.. وعايزك تبقى أمين السياسات.. وتتصرف كما تحب أن تتصرف.. أنا باسمعك وعارف آراءك.. وأنت صح.. أنت آراؤك كانت صح».

بدراوي: «لكن طبعا لا يمكن إدارة الحزب فى ظل وجود نفس هيئة المكتب.. لازم الهيئة كلها تستقيل».

مبارك: «كل الهيئة مستقيلة.. واعمل اللى أنت تراه صح.. اتصرف كما تريد».

بدراوي: «يعنى أنا لى يد مطلقة؟».

مبارك: «لك يد مطلقة».

بدراوي: «سيادة الرئيس.. عندى شرط».

مبارك: «إيه؟».

بدراوي: «فى المرحلة دى لو عايز أقابل سيادتك أدخل أقابلك وقت ما أحب.. لأن ما ينفعش توضع حدود أو دوائر حولك.. أنت بتكلفنى عشان أكون أمينا سياسيا وأنا حاقولك رأيى السياسى ورأى الناس والشباب.. وبالتالى لازم يكون لى صلة مباشرة بك».

مبارك: «أى وقت عايز تقابلنى تعال قابلني».

المواجهة

أربعة أيام قضاها بدراوى بين الشباب والقوى السياسية والإعلام.. وعقد اللقاءات والاجتماعات داخل القصر وخارجه.. حتى ظهرت له الحقيقة!.

أدرك حسام بدراوى أن أمامه فرصة أخيرة لإنقاذ الوضع قبل الانفجار، فقرر مواجهة الرئيس.. كان عليه - كما يقول المؤلف أحمد مبارك- أن يقول للرئيس بصراحة ما لم يستطع أحد أن يقوله له.. مدركا أن الحقيقة قد تكون مؤلمة لمن اعتاد سماع الأوهام .. فكيف لو كان الواهم هو رئيس الدولة؟!.. لكن الحقيقة هى أن هناك ثورة!.

يوم الأربعاء 9 فبراير، اتصل د.بدراوى بالنائب عمر سليمان وقال له: «آن الآوان ان تسمعوا رأيي.. أنا بقى لى 4 أيام باشتغل.. وعايز أقول لكم نتيجة اتصالاتى وقناعتى السياسية دلوقتي».. فأجاب سليمان بأنه فى انتظاره فى مكتبه بقصر الاتحادية.

وصل بدراوى فى الساعة العاشرة صباحا، وقال لنائب الرئيس: «أرى أنه حان الوقت ليسلم الرئيس سلطاته لنائب الرئيس، ويطلب تعديل مواد الدستور المحددة لمدد الرئاسة ومواد الشفافية والمساءلة، وأنه يطلب انتخابات مبكرة، وهو ما يجعل الناس تطمئن أن هناك نظاما جديدا سيأتى بإرادتهم».

وافق عمر سليمان دون مناقشة، وقال: «كل ما تقوله صحيح».

ردّ بدراوي: «خلاص.. أنا بصفتى الحالية هأدعو لاجتماع مع الرئيس.. حضرتك تحضره مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع.. عشان أقول له هذا الكلام أمامكم».

سليمان: «أنا رجل عسكرى والرجل الثانى فى الحكم، وقد يُفهم كلامى أنى أريد الحصول على مكانه. أنا بمعرفتى بشخصية الرئيس، أُفضل أن تقول له هذا الكلام مباشرة، ولا أُفضل أن يكون هناك أحد موجودا غيركما، حتى تكون درجة التقبل أكبر».

وبالفعل.. تحرك حسام بدراوي، وكانت الرحلة القصيرة بين مكتبى نائب الرئيس والرئيس، لكنها - على حد قوله- أطول رحلة قام بها فى حياته.

يقول بدراوي: «توجهت إلى مكتب الرئيس وكل المستشارين فى الغرف المختلفة كانوا يترقبون. إيه ده؟. رايح يقابل الرئيس من غير ما يتفق مع أحد؟. سواء جمال أو د.زكريا أو الآخرين. أما كبير الياوران فقال لي: أرجوك يا دكتور لا تقف ولا تكلم أحدا. إدخل على طول. إحنا محتاجين إن الرئيس يسمع منك مباشرة».

دخل حسام بدراوى بالفعل مكتب الرئيس الذى انتقل من كرسيه وجلس بجواره فى صالون المكتب، ودار بينهما حوار تاريخى مهم، ننقله هنا بالنص من واقع شهادة د.بدراوى فى فيلم «أروقة القصر»:

مبارك: «عملت إيه وقابلت مين وإيه اللى بيجري؟».

بدراوي: «يا سيادة الرئيس.. المقابلات مع أعضاء الحزب أو لجانه لا قيمة لها الآن.. أنا جاى أقول لك وجهة نظري.. وأرجوك أن يتسع صدرك للى هاقوله».

مبارك: «تفضل».

بدراوي: «سيادة الرئيس.. إننى أرى شاوتشيسكو أمام عيني». (الرئيس الرومانى الأسبق الذى ثار عليه شعبه وأعدمه).

مبارك: «يعنى إيه؟!».

بدراوي: «إننى أرى سيناريو رومانيا أمامي».

مبارك: «تقصد إيه؟.. يعنى إيه؟.. حيموتوني؟!».

بدراوي: «احتمال كبير!».

مبارك: «أنا مستعد أموت عشان بلدي».

بدراوي: «..وسيادتك تموت ليه عشان بلدك وأنت تقدر تعيش عشان بلدك؟.. سيادتك خذ القرار الصحيح.. بالتنحى عن الحكم.. انقل الحكم بشكل شرعي.. أطلب التعديلات الدستورية اللى الناس عايزاها.. وهى مواد معروفة للجميع.. ويبقى أمامك قراران فقط بصفتك الرئيس.. أولا الدعوة للاستفتاء العام على التعديلات الدستورية.. وثانيا الدعوة لانتخابات مبكرة للرئاسة.. وبهذا تكون حققت وعدك.. ونقلت البلد فى إطار احترام هذه الثورة وهذا الشباب من غير ما يحصل فراغ سياسى ولا فوضي.. فنحقق الهدفين فى نفس الوقت».

مبارك: «أنا ما يهمنيش حاجة غير استقرار البلد.. لكن أنت عارف أنا لما استلمت البلد دى كانت إيه؟!.. ماكانش فيه بنية تحتية ولا مواصلات ولا صرف صحي».

بدراوي: «أيوه أنا عارف.. لكن فيه 45 مليون واحد فى الشعب المصرى اتولدوا بعد ذلك اليوم.. مش مهم بالنسبة لهم الأمور كانت إيه من 30 سنة.. المهم عندهم الأمور النهارده إيه.. وأنا باقول لسيادتك من خلال قعدتى مع الشباب إنه شباب محترم جدا.. دى مش ثورة جياع.. دى ثورة للرغبة فى التغيير».

مبارك: «أنا ماكنتش ناوى أرشح نفسي.. وكنت هاسيب الحكم».

بدراوي: «الناس مش مصدقة.. القناعة عند الناس إن ده مش حقيقة.. وبالتالى لازم سيادتك تطلع تقول الكلام ده بوضوح وتتنحى عن الحكم.. فاضل 6 أشهر.. ونسيب فرصة للمجتمع أنه يختار فى إطار من الشرعية».

مبارك: «لكن لازم أكلم القانونيين يشوفوا الكلام ده ممكن إزاي».

بدراوي: «يا فندم.. القانونيون بينظروا فى عينيك ويشوفوا إنت عايز إيه.. ويقولوا لك الحلول اللى بيظنوا أنك أنت عايزها.. ده مش قرار قانوني.. ده قرار سياسي.. والقرار السياسى سيادتك اللى تأخذه مش القانونيين».

مبارك: «أنت عارف دورى فى حرب أكتوبر وأنا عملت إيه؟».

بدراوي: «عارف.. عارف لأن عمرى 59 سنة.. لكن غيرى بيشوف اللحظة دي.. واللحظة دى عايزة هذا التغيير».

مبارك: «أنت شايف إن ده يحمى البلد؟».

بدراوي: «أيوه».

مبارك: «أنت عارف إن الولاد دول لو جاءوا هنا.. ممكن الحرس الجمهورى يضرب فى المليان؟!».

بدراوي: «عارف.. لكن ده يعطى شرعية تاريخية لأحداث مشابهة لما حدث فى رومانيا».

مبارك: «أنا مش عايز حد يموت».

بدراوي: «يا فندم.. خذ الإجراء الذى يمنع ذلك.. إدى الناس الثقة إن ده مش هيحصل».

مبارك: «طيب.. كلم أنت فتحى سرور.. وأنا هاستدعى النائب ووزير الدفاع.. وشوف إيه الإجراءات».

بدراوي: «حاضر».

المفاجأة

برغم ما بدا من أن الوطن أصبح يقف على بعد خطوة واحدة - قصيرة- من إدراك سفينة النجاة.. إلا أن رياح التطورات المتسارعة - فى اللحظات الأخيرة- جاءت بما لا تشتهى سفن حسام بدراوى أو عمر سليمان أو مختلف العقلاء فى هذا الوطن.

يواصل د.بدراوى قائلا:

«أخبرت النائب عمر سليمان الذى كان ينتظرنى فى مكتبه بما جري.. وبعدها تم استدعاؤه للقاء الرئيس.. جلست فى مكتب النائب واتصلت بالدكتور فتحى سرور والمستشار سرى صيام.. ولكن وقعت المفاجأة.. جاءنى أحد الموظفين فى القصر الجمهورى وطلب منى مغادرة القصر.. قلت له: أفندم؟!.. أنت بتطردني؟!.. قال لي: أنا لا أطردك لكن عندى أوامر بأنك لازم تمشى بعد انتهاء المقابلة وفقا لقواعد البروتوكول فى القصر!.. قلت له: روح قل للى قال لك كده إنى حافضحكم وأطلع أقدم استقالتى علنا وأقول إنكم ناس بتعملوا إجراءات ضد مصلحة البلد».

وقبل تحرك بدراوى للخروج من القصر، سحب ورقة من على مكتب نائب الرئيس، وكتب عليها عبارة: «لقد تم طردى من القصر الجمهوري». وسلمها لمدير مكتب عمر سليمان.

ويقول بدراوي: «بعد ربع ساعة من خروجي، جاءنى اتصال فى السيارة من جمال مبارك، وقال لي: أنت فين؟ إحنا بندور عليك!.. قلت له: أنتم طردتونى قاصدين متعمدين.. رد قائلا: ماحدش يقدر يطردك، خذ الدكتور زكريا معك.. وقال لى د.زكريا عزمي: يا دكتور حسام أنت أمين عام الحزب مين يقدر يطردك؟ ده أنت اللى تطردنا.. قلت له: كفاية بقي، أنا حاطلع أقدم استقالتى دلوقتى فى الإعلام وأقول إنكم أنتم السبب فى ذلك.. قال لي: خذ جمال كلمه.. جمال قال لي: أرجوك إرجع، سيادة الريس عايزك».

عاد حسام بدراوى مرة أخرى إلى القصر، وتوجه إلى مكتب الرئيس مباشرة، حيث كان مبارك يجلس إلى مكتبه وأمامه النائب عمر سليمان، بينما يجلس المستشارون على «كنبة» خلفية.. جلس بدراوى على المقعد المقابل لنائب الرئيس.. ودار الحوار.

مبارك لبدراوي: «خلاص أنا هاطلع النهاردة أقول بيان».

بدراوي: «سيادتك هتقول بيان واضح فيه انتقال السلطة؟».

مبارك: «أيوه ما أنا قلت لك إنى هاعمل كده».

بدراوي: «حضرتك قلت لى لكن الناس مش مصدقة.. يا فندم هذا هو محور خطاب سيادتك للناس دلوقتي.. إنهم يعرفوا إنك لم تعد تمارس سلطة الرئاسة».

مبارك: «هاطلع أقول ده بوضوح».

بدراوي: «..وأرجو أن يشمل الكلام إحالة كل المسئولين عن أحداث العنف والقتل.. ده ييجى منك.. عشان تريح الناس».

مبارك: «أيوه أيوه.. هاعمل كده».

خرج الدكتور حسام بدراوى من المقابلة، وبينما كان فى طريقه إلى سيارته للخروج، التقى به بعض صغار الموظفين فى القصر وقالوا له: «يا دكتور نرجوك ما تمشيش.. هايغيروا كلامه»!.. إلا أنه توجه إلى منزله وجلس فى انتظار خطاب الرئيس بالشكل الذى تم الاتفاق عليه.

ولكن كان بدراوى على موعد مع كبرى المفاجآت التى حملها إليه اتصال هاتفي تلقاه فى غضون الساعة السابعة من مساء ذلك اليوم؛ الأربعاء 9 فبراير، حيث قال له أحد موظفى القصر: «مش حيطلع يتكلم يا دكتور»!.

قبل الإقلاع

صباح الجمعة 11 فبراير - كما يقول المؤلف أحمد مبارك- انفجر البركان.. وبدأت المسيرات فى التحرك نحو القصر، ضمن ما عرف باسم «جمعة الزحف»، حيث تدفق الآلاف نحو منطقة مصر الجديدة التى تضم قصر الرئاسة ومقر إقامة الرئيس اللذين لا تزيد المسافة بينهما على 300 متر.. ظل مبارك على مدى سنوات حكمه الثلاثين يقطعها بأمان واطمئنان.. أما الآن فقد حوصرت المنطقة بالأسلاك الشائكة ومدرعات الحرس الجمهوري.. ووراء كل هذه التحصينات انكمش أفراد العائلة الحاكمة فى قلق وخوف من مصير مجهول.. بعد أن صارت الجماهير لا يفصلها عن القصر سوى جدار وعدة أمتار!.

وعند الظهر.. غادر مبارك القصر.. أقلعت طائرة أقلته إلى شرم الشيخ.. أما البيان الشهير الذى سمعه الملايين فكتبه - وفقا للكتاب- نائب الرئيس عمر سليمان فى مكتب وزير الدفاع.. وقرأه على مبارك فى اتصال هاتفى بعد أن وصل إلى شرم الشيخ.. وافق مبارك على البيان.. لكنه طلب من سليمان تأجيل إذاعته لحين مغادرة طائرة أخرى حملت نجليه علاء وجمال من مطار ألماظة الى شرم الشيخ. وعقب المكالمة، قام عمر سليمان فى الحال بتسجيل البيان فى مقر وزارة الدفاع، وتم إرساله إلى التليفزيون مع تعليمات بعدم إذاعته إلا بأمر من المجلس العسكري.

.. وعقب الهبوط

والآن.. وبعد هذه السنوات.. بعد المحاكمات والمرافعات.. المواجهات والتراشقات.. التصريحات والتحليلات.. أصدر القضاء حكمه النهائى البات ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك من دم المتظاهرين.. ولأنه لا بديل عن أن يكون الحكم هو عنوان الحقيقة.. وإلا تاه الناس فى غياهب القصاص الفردي.. فنكون وقتها فى غابة لا دولة.. لذا فقد كان من الطبيعى أن تعود طائرة جديدة لتقل مبارك من المستشفى لتهبط به مرة أخري.. ولكن أين هبطت؟!.. عاد مبارك إلى منزله.. ليقضى ما تبقى له من عمر.. ولم يعد إلى القصر.. فالحقيقة التى مازال كثيرون يتناسونها هو أن مبارك ونجليه قد أصبحوا - من الإقلاع حتى الهبوط- خارج القصر.. وبخلاف كونهم مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات إلا أنهم - على مستوى السياسة- قد أصبحوا فى نظرنا أيضا خارج العصر.. أما على مستوى التاريخ فالباب مفتوح للإدلاء بالشهادات أمام الكل.. ويوما ما ستظهر المعلومات وتتكشف الحقيقة.. لكن ما نرجوه حقا هو أننا - ونحن منشغلون بالتاريخ- ينبغى ألا ننسى أن الماضى الذى تصارعنا طويلا حوله كان هو السبب والأساس فى تأخر إدراك المستقبل.. تأخرنا 30 عاما أو أكثر.. فليتنا لا نكرر الأخطاء.. ليتنا لا نفعل!.

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/594741.aspx