Monday, September 21, 2020

الواقعية القانونية وانتهازية أحزاب السلطة

 


للباحثين في مجال دور العدالة الجنائية في اصلاح النظم السياسية، أرشح لهم موضوع التحليل الواقعي لقانون الأحزاب السياسية، ومدى فعالية تجريمه للأفعال الانتهازية التي تعاني منها الحياة السياسية في مصر منذ فترة طويلة

للأسف، لن تجد بيانات احصائية توضح لك بدقة السلوك الإجرامي للكوادر الحزبية، العلاقة بين درجة الترقي داخل الحزب وحجم ونوع السلوك الإجرامي، لكن من الممكن تتبع القضايا التي كشفت إجرام المنضمين للإدارة العليا لحزب معين

آفة الحياة السياسية في مصر وضحها منصور حسن الوزير السابق في عهد السادات. ما يلي اقتباس من حواره مع هالة سرحان الذي دار بعد ثورة يناير ٢٠١١ بشأن حوار أجراه عام ٢٠٠٧ وتلقى تهديد من مبارك بسببه


لابد أن اذكر أن ذلك كان في حوار في برنامج العاشرة مساء مع السيدة منى الشاذلي في ١٣ ديسمير ٢٠٠٧، قبل الثورة بزربع سنوات، وكان هذا الحوار لمدة ٣ ساعات، وكان اقوى وأصرح حوار قمت به في ذلك الوقت، وسأذكر منه هنا مقتطفات

الحزب الوطني توحش أكثر من اللازم

صحيح أنني كنت من المؤسسين للحزب مع الرئيس السادات، لكني قلت بصراحة أن الحزب الوطني ولد في رحم السلطة، والأحزاب التي تولد في رحم السلطة تولد وبها عيوب خلقية يكاد يكون من المستحيل اصلاحها

لست وحدي الذي رأى ذلك، بل الرئيس السادات نفسه بعد سنة من قيام الحزب الوطني. فقد طلب حضوري إلي الاسكندرية وأخبرني أن وضع الحزب سئ ونريد اصلاحه بأن نجري الانتخابات من القاعدة. فرددت عليه بأن وضع الحزب أسرأ مما يتصور، وكانت العلاقة بيننا تسمح لي بقول ذلك، وأخبرته أن الحل ليس بإجراء انتخابات من القاعدة، لأن المشكلة هي نوعية عضوية  الحزب لأنها عضوية انتهازية 

أحزاب السلطة في مصر، الواحد تلو الآخر، يبقى كل حزب إلي أن يصل وضعه انتهازياً كاملاً