Saturday, August 17, 2019

الانسانية بين القضاء واللاقضاء



أتاح لنا الإنترنت أن نتابع تفاصيل جلسات محاكم دول أخرى، ومنها جلسات القاضي الأمريكي فرانك كابريو والذي يجسد كثيراً الجانب الإنساني للعدالة ودور القضاء كرسالة في المجتمع وليس مجرد مهنة. المقصود بالقضاء كرسالة أن القاضي لا يطبق النصوص التشريعية بطريقة آلية، وإنما يدرس الواقع بحرفية ليطبق القانون: نصه وروحه. الحقيقة أن هناك مدرسة فكرية راسخة في المجتمع القانوني الأمريكي تُعرف بالمدرسة القانونية الواقعية، ومن روادها قضاة مثل هولمز ومثل جيروم فرانك وغيرهما. لا ينبغي لنا أن نخطأ في فهم الواقعية القانونية - أو الرسالة الإنسانية للقضاء- بأنهما تعاطف القاضي مع المتهم. هذا غير صحيح إطلاقاً. الواقعية القانونية تعني ببساطة أن القاضى يفهم النص التشريعي جيداً نصه وروحه، ويدرس الواقع الذي يستدعي تطبيق النص، ليقوم بإعلان حكم القانون في المسألة المعروضة أمامه، سواء كان ذلك يصب في صالح المتهم أو ضد صالحه. ولعل حكم محكمة النقض في قضية مقتل سوزان تميم وردها على الدفوع المثارة بخصوص م ٣ من قانون العقوبات مثال نموذجي على تطبيق الواقعية القانونية في القضاء الجنائي المصري، وهو ما سنعرض له في مقال لاحق أن شاء الله




https://en.wikipedia.org/wiki/Oliver_Wendell_Holmes_Jr.
https://en.wikipedia.org/wiki/Jerome_Frank
https://en.wikipedia.org/wiki/Karl_Llewellyn