Wednesday, June 22, 2016

Patent Social Benefits النفع الإجتماعي لبراءة الإختراع

 من الجهات الحكومية التي تفصح بإنتظام عن المعلومات لديها مكتب براءات الإختراع. ويقوم المكتب بإتاحة جريدة براءات الإختراع والتقرير السنوي عبر موقعه الإلكتروني. ولكن على المكتب عبء ثقيل وهو نشر ثقافة براءات الإختراع في مجتمع تصعُب فيه حماية حقوق الملكية الفكرية ومنها براءات الإختراع

فكرة براءة الإختراع ببساطة هي كالآتي. توصل المخترع (فرد او شركة او جامعة او مزيج مما سبق) الي فكرة ومنها اصبح لديه اختراع مفيد للمجتمع. الفكرة كي تتحول الي اختراع مفيد للمجتمع لابد لها ان تستوفي شروط ثلاث: (1) الجدة، بمعنى ان لم يسبقهم احد اليها ولم يسبق لأحد معرفة سر الإختراع (2) الخطوة الإبداعية، اي الفكرة تمثل إضافة الي عالم المعرفة (3) القابلية للتطبيق، اي ان الاختراع ليس اختراعاً نظريا بل هو قابل للتنفيذ في عالم التطبيقات العملية

وهناك سيناريوهين لما قد يحدث بعد ذلك

السيناريو الأول... ربما يقرر المخترع ان يحتفظ لسر الإختراع لنفسه ويقوم بإستغلاله للحصول على عائد مادي. لكنه إن استغل هذا السر في مشروع ما، اصبح اللسر عُرضه للسرقة، وقد يسرق أحدهم الفكرة بالفعل ويستغلها هو الآخر، ولا يكون امام المخترع الا ان يسعى لطلب حماية قانونية في مواجهة السارق، لكن الامر متوقف على قدرته أن يثبت انه توصل الي سر الإختراع قبل غيره، وهو امر صعب الإثبات، وبالتالي يضيع حقه في الإختراع الذي توصل الي سره. كل هذا قد يتغير إذا ما بلغ المجتمع درجة من الرشد ليدرك ان من المهم ان يشجع هذا المخترع على مشاركة سر إختراعه مع باقي المجتمع، وفي المقابل يتعهد المجتمع ان يقوم بحماية حقوق المخترع الحصرية والإستئثارية لمدة معينة من الزمن

السيناريو الثاني... المخترع يكشف للمجتمع كيف توصل الي سر اختراعه، وفي المقابل يتعهد المجتمع بحماية حقوق المخترع الحصرية في سر اختراعه لمدة زمنية محددة يصبح بعدها سر الإختراع ملكاً للمجتمع كله. ويشترط لتحقق هذا السيناريو ان تتوافر الشروط الثلاثة السابقة في الإختراع، وان يقوم المخترع بالإفصاح التفصيلي عن سر إختراعه بطريقة تُمكن الآخرين من القيام بما قام به المخترع من خطوات والتوصل الي ما توصل اليه من نتائج. ولا شك ان بدون هذا الإفصاح التفصيلي، ما تحققت مصلحة المجتمع

وجوهر المنفعة التي تعود على المجتمع هو تجنب هدر الوقت والموارد للقيام بشئ صعب قام به احدهم بالفعل وهو المخترع. وبعبارة اخرى، تجنب إعادة إختراع العجلة. فلو ان لدى موارد محدودة ووقت محدود وعدد محدود من المخترعين (وهو الحال في كافة الدول سواء كانت متقدمة او نامية)، فمن الأفضل تشجيع مخترع علاج مرض ما للإفصاح عن سر إختراعه، ليتمكن مخترع آخر من التوصل لعلاج دواء لمرض آخر بدلا من هدر الموارد والوقت على محاولة المخترع الثاني التوصل للعلاج الذي اكتشفه المخترع الاول لكنه احتفظ بسره لنفسه

مصلحة المجتمع اذا هي ان يفصح كل مخترع عن سر اختراعه مقابل حقه الحصري في استغلاله لمدة معينة يصبح بعدها ملكاً للجميع