Tuesday, June 10, 2014

وصية القاضى للرئيس



الخطاب الذى ألقاه القاضى عدلى منصور الرئيس السادس لمصر بمناسبه انتهاء إدارته الرئاسيه لمصر يستحق المزيد من الدراسة والتحليل. قيمة الخطاب تتمثل فيما يمثله 
 الرجل من نواح ثلاثة
أولا هو قاضي ينتسب الى السلطة القضائية التى طالما تم الإفتئات عليها من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية فى عهد قريب
ثانيا هو رئيس للمحكمة الدستورية العليا انتخبته جمعيتها العمومية من بين اعضائها ليصدر قرار من الرئيس الخامس الدكتور محمد مرسي مصدقا على هذا التعيين (وفق المرسوم بقانون ٤٨ لسنه ٢٠١١ والذى ضمن للمحكمة المزيد من الاستقلال والذى صدر بعد فترة قصيرة من تخلى الرئيس الرابع مبارك عن الحكم)
ثالثا هو الرئيس السادس لمصر فتولى إدارتها بحكم منصبه خلال فترة محددة ليعود بعدها لممارسة وظيفته الأصلية رئيسا لأعلى محكمة مصرية

أهمية الخطاب كونه وصية قاضى يسلم إدارة مصر إلى رئيسها السابع المشير عبد الفتاح السيسي بعد ان تسلمها فى ظروف صعبة.  ورغم أنه- من باب نسبه الحق لأصحابه- اشاد بموقف رجال القوات المسلحة والشرطة بأعتبار ان التاريخ سيذكر لهم أنهم حالوا دون سقوط أقدم دولة مركزيه فى التاريخ- إلا أنه- إحقاقا للحق- فإن إدارته لمصر وبما يمثله من أعلى منصب قضائي يستدعى الإشادة بدور ما وفرته الذراع القضائية للحكومة. وجود قاضى على رأس الدولة حسم -الى حد ما- إشكالية (ثورة ام انقلاب) ومهد الطريق لتصحيح بوصلة نظام الحكم (تعديل الدستور) وإكتمال تشكيل الذراع التنفيذية (الإنتخابات الرئاسية) وسيساهم فى تشكيل الذراع التشريعية للحكومة قريبا

جوهر الخطاب يتمثل فى ثلاثة أركان ينبغى أن تضعها أى حكومة -بأذرعها الثلاثة- نصب عينها

اولا- لا إحتكار ولا مساومة
 لَنِ تَرَى مِصرُ احْتِكَاراً لِلوَطنِ أو الدِّينِ بَعدَ الْيَومِ .. واعْلَمُوا أَيضاً أنَّهُ لَنْ يُسَاوِمَ أَحَدٌ الشَّعبَ مَرَّةً أُخرَى عَلَى الْخُبزِ مُقَابِلَ الْكَرَامَةِ .. ولا عَلَى الْأَمْنِ مُقَابِلَ الْحُرِّيـَّةِ.. فَسَيَأتِي الْخُبزُ بِكَرامَةٍ مَا دُمْنَا اهْتَدَينَا بِالْعَمَلِ سَبِيلاً .. فِي وَطنٍ خَيرَاتُهُ بَاتَتْ لِأَبنَائِهِ.. وسَيَأتِي الْأَمْنُ مَا دَامَتْ الْحُرِّيـَّةُ الْمَسئولَةُ ضَامِنَةً لَهُ ولِبَقَائِهِ بِفَضلِ غِيرَةِ ووَطَنِيَّةِ الْمِصرِيين

ثانيا- الحذر من جماعات المصالح
الَّتِي تَوَدُّ أنْ تَستَغِلَّ الْمُناخَ السِّياسِيَّ الْجَديدَ لِطَمْسِ الْحَقائقِ.. وغَسْلِ السُّمعَةِ .. وخَلْقِ عَالَمٍ مِنَ الاِسْتِفادَةِ الْجَشِعَةِ.. يُمَكِّنُ هَذِه الْفِئاتِ مِنِ اسْتِعادَةِ أَيَّامٍ مَضَتْ.. يَوَدُّ الشَّعبُ الْمِصرِيُّ ألَّا تَعودَ أبدا

ثالثا- الوصية بخمس
بالمرأة المصرية
وبالقضاء المصري
وبحقوق الإنسان المصرى وتقدير من أبدع وضحى
وبتجديد الخطاب الدينى
وبقبط مصر
مِصرُ الدَّولَةُ الْمُسْلِمَةُ الَّتِي تَتَّخِذُ مِنْ قِيَمِ ومَبَادِئِ الشَّريعَةِ الْإِسْلامِيَّةِ السَّمْحَةِ الصَّحِيحَةِ أَساساً لِتَشرِيعَاتِهَا .. مِصرُ الَّتِي تَحفَظُ وَصِيَّةَ رَسُولِنَا الْكَرِيمِ (ص) .. "اسْتَوصُوا بِقِبْطِ مِصْرَ خَيراً؛ فَإنَّ لَكُمْ فِيهِمْ ذِمَّةً ورَحِمَاً".. مِصرُ الَّتِي تُؤمِنُ .. أَنَّنا سَنَظَلُّ دَوماً وإلَى انْقِضَاءِ الدَّهرِ .. أُمَّةً وَاحِدةً.. تَتَعَلَّمُ وتَعمَلُ .. تَبنِي وتُشَيِّدُ .. وتَدعُو إِلَهَهَا الْوَاحِد