Monday, June 15, 2009

نقابة المحامين: منبر مهني لا سياسي

-->
-->
للمحامين نقيب جديد و له رؤية لإصلاح أحوال المهنة و علي رأس أولوياته ترتيب البيت من الداخل. المحاماة مثل غيرها من المهن تعاني من الكثير من المشكلات و بحاجة الي مجلس نقابة نشيط، لك الأهم من النشاط: الإخلاص للمهنة. النقابات مؤسسات مهنية يديرها أبناء المهنة بغرض الإرتقاء بالمهنة و- بالتالي- بأحوال المنتسبين اليها. كانت النقابات- و علي الأخص نقابة المحامين- منبرسياسي ينادي بالإستقلال الوطني في ظرف تاريخي أستدعي تضافر المؤسسات الوطنية. كان هناك مستعمر أجنبي، و كانت المؤسسات الوطنية تولي الإستقلال (وهو عمل أقرب للوطني منه للسياسي) الاولوية التي يستحقها، و لم تكن الحياة المهنية يومها بتعقيدها في يومنا هذا. اليوم لدينا من المنابر السياسية ما يزيد عن العشرين، و لا معني منطقي لهجر منابر سياسية بحاجة إلي إصلاح جذري و السعي الي منابر مهنية – هي الاخري بحاجة لإصلاح جذري- و الخلط بين مهام كل منبر منهما: واحد يخاطب المواطنين علي إختلاف أطيافهم و يسعي للتنمية السياسية للدولة و الثاني يخاطب المهتمين بمهنة معينة و يسعي للتنمية المهنية في قطاع محدد في الدولة.
وظيفة النقابات المهنية هي الارتقاء بالمستوي المهني لابنائها و الارتقاء بالمهنة- عنصرين مهمين في دور النقابات المهنية الاول ترسيخ المسئولية المهنية و الثاني دعم المزايا المهنية- تتولي الاحزاب السياسيةلا النقابات الارتقاء بالعمل السياسي اما النقابات هي عماد المجتمع المدني و هي القناة الرئيسية للتفاهم بين المجتمع المهني و التنظيم الاداري للدولة لا التنظيم السياسي لها- لو قامت النقابات بدورها لكانت منبر لكل مخلص لمهنته يريد الارتقاء بها و بابنائها - ما نراه الان هو ان النقابة تتكلم سياسة من منبر المهنيين و المهنيين يطالبون بحقوقهم بالإضراب في الشارع-لكل مقال مقام و المنبر المهني غير المنبر السياسي و تطوير المهنة لا يكون الا بأيدي ابنائها و افكارهم وجهودهم و وبطلب دعم مالي من الدولة لزيادة قدرات ابناء المهنة - وبالتالي فرصهم التنافسية- بدلا من طلب زيادة مرتبات سيتآكل أثرها عند اول أرتفاع للأسعار.