Tuesday, August 8, 2017

عيد العلم ودقة المعلومات



منذ أيام احتفلت مصر بعيد العلم -وهو تقليد حميد تحرص إدارة الرئيس السيسي على الإحتفال به. وبهذه المناسبة اهتمت وسائل الاعلام بالحصول على تصريحات من المسئوليين الحاليين والسابقين. واعتقد أننا بحاجة إلي تدقيق مهني في التصريحات التي تروجها وسائل الاعلام لأننا بعض التصريحات غير الدقيقة تؤدي إلي عدم تشخيص امراض الوطن بدقة، وضياع الفرص لاصلاح الاوضاع العلمية. هناك أزمة حقيقة في الاستثمار في العلم في مصر، وتتجلى هذه الأزمة فيما يحدث مع كل من يريد توفير حماية قانونية للملكية الفكرية بأنواعها المختلفة (حقوق مؤلف - براءة اختراع - الخ...). ومن التصريحات غير الدقيقة بعض ما ردده الدكتور ماجد الشربيني رئيس أكاديمية البحث العلمي السابق - المنشور في الاهرام في 6 اغسطس 2017- بأن
حاولت أكاديمية البحث العلمي، أن تزيل العراقيل من أمام المخترعين عند تسجيل براءة اختراعهم، فقلصت من المصاريف رسومًا تُدفع عند تسجيل براءة الاختراع - من 1500 الى 150جنيهًا، وهذا أمر جيد ويسهل على المخترعين في الوقت الذي يدفع الأجنبي ما يعادل 7 آلاف جنيه مصري
 التسجيل بمكاتب الاختراع في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة بأنه

لا يوجد فرق بينه وبين التسجيل داخل مصر سوى اعتبار المخترعين أنه نوع من «البرستيج» يلبى احتياجات المشروع الذي يعمل عليه حتى يستطيع تسويقه في الخارج

فمن ناحية أولى، هناك فارق بين رسوم تقديم طلب الحصول على براءة اختراع (150 جنيه) ومصروفات فحص الطلب (سبعة آلاف جنيه وفقا لقرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي رقم 22 لسنة 2011 الصادر بتاريخ 20 فبراير - 2011 وهو مازال سارياً) ومع التقدير الشديد لإعفاء كل طالب في مؤسسة تعليمية من الرسوم والمصروفات، كان ينبغي ان يمتد هذا الاعفاء الي المؤسسات التعليمية والبحثية ذاتها دون خشية من اي عوار دستوري (اذا ما أمكن ربطه بالنسبة المئوية المقررة في الدستور للبحث العلمي). والافضل هو تقرير اعفاء كامل حتى للشركات الوطنية والاجنبية (بشرط اجراء الأبحاث في مصر) كحافز يساعد على بناء قاعدة علمية تواكب ما لدى اسرائيل، فالمسألة وثيقة الصلة بالأمن القومي المصري

ومن ناحية ثانية، التسجيل خارج مصر ليس نوعاً من "البرستيج" لكنه مسألة حياة أو موت للمخترع، ويكفي استطلاع رأي المتعاملين مع مكتب البراءات المصري لمعرفة التحديات والصعوبات التي تمثل حوافز للتسجيل خارج مصر، واستثمار الاختراع خارج مصر


الخلاصة، أتمنى ان ندقق في المعلومات العامة المتداولة بطريقة مهنية، فلا يمكن علاج المرض بدون تشخيص دقيق. والله اعلم