Sunday, October 23, 2016

Expert Researcher الباحث الخبير


لابد للبحث العلمي أن يكون له جدوى وإلا كان بمثابة جري في المحل (أي في نفس المكان)، لا ينقل صاحبه إلي الأمام، بل يستنزف قواه بلا جدوى، وأصبح بحثاً خالياً من النفع لغيره 

ومن الأمور الأساسية الواجب تدريب طلاب الدراسات العليا في القانون عليها اختيار موضوعات بحثية تتناول نقاطاً محددة ولها جدوى عملية مباشرة على حياتهم المهنية او الشخصية، فيبدأ الباحث من حيث انتهى الباحثون قبله، ويضيف إليه ليتمكن الباحثين بعده من الإستفادة من عمله وليس البدء من الصفر. هذا هو المقصود بتراكم المعرفة

ومن العيوب الشائعة بين الباحثين اختيار موضوع  عام غير محدد وبدون أي سابق خبرة في موضوع البحث وبالتالي فإن جدواه محدودة جداً ويقتصر أثره على إعادة جمع وتنظيم ما سبق أن تم جمعه وتنظيمه في مؤلفات عامة، مثل مؤلفات القسم الخاص من قانون العقوبات التي تتناول جريمة الاختلاس، او مؤلفات متخصصة، مثل المؤلفات التي تتناول جرائم الاختلاس او الارهاب او التلاعب في الاوراق المالية او غسل الأموال

علاج هذا الأمر هو حث الباحث على اختيار موضوعات بحثية ذات صلة مباشرة بعمله او بحياته الشخصية بحيث يصبح مجهود الباحث إضافة -مهما كانت بسيطة- إلي ما هو موجود بالفعل في المؤلفات العامة والمتخصصة. ولدى كل باحث معرفة خاصة به قد لا توجد لدى غيره، وعليه ان يستثمر هذه المعرفة ويطورها ويحسنها وينظمها لينقلها إلي غيره في صورة بحث يسهل على الآخرين فهمه والإستفادة منه

فالمحام الذي يتابع قضية جنائية ما عبر درجات التقاضي المختلفة منذ بدايتها إلي نهايتها لديه "قصة حياة" هذه القضية، ويمكنه تنظيم ما لديه من معرفة وإعدادها في صورة بحث يستفيد منه غيره، ويشمل ذلك النقاط الأساسية في تحقيقات النيابة والأدلة والأحكام الصادرة والمذكرات المقدمة من الخصوم والحجج التي تم عرضها على المحكمة والاحكام الصادرة والمقابلات الشخصية مع القانونيين المختصين لتحليل الأحكام الصادرة بطريقة مهنية محترفة، إلخ

وكل معلومة يضعها الباحث  في بحثه مهما كانت بسيطة مفيدة لمن يطالعه، فمثلاً تواريخ جلسات التحقيق والمحاكمة مفيدة لباحث آخر يبحث مثلاً في بطء العدالة الجنائية أو في تقييم المدد الزمنية للحبس الاحتياطي

الخلاصة، اكتب وابحث فيما يهمك بشرط أن يتقاطع ما يهمك مع عملك وخبرتك. والله أعلم

للإسترشاد