Wednesday, December 30, 2015

اعزنا الله بالإسلام

لمصر مكانة فريدة يدركها قلة. تخيل بوتقة انصهر فيها عدة معادن ثمينة. لا يتعلق الامر بتاريخ او جغرافيا فقط. انظر الى الصورة المرفقة. هى صورة للقبة الداخلية لمكتبة الكونجرس الامريكى التى بنيت عام ١٨٩٧.واراد مصممها ان يخلد اثنى عشر سببا رئيسيا ساهموا فى قيام الحضارة الانسانية ووصولها الى ما وصلت اليه. الاسلام ومصر من ضمن هذه الاسباب

ينسب الى الفاروق عمر رضى الله عنه مقولة نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. آن الأوان ان يتمعن المواطن المصرى فى هذه العبارة طويلا. يصعب القول ان مصر -كدولة- تبتغى العزة فى الاسلام. لا اختيار المسئول يعكس هذا ولا حتى ابسط قواعد المرور تعكس هذا. اولوية المرور لسيارات الاسعاف والإطفاء والنجدة تعنى ان تركن سيارتك يمينا وتقف وقوفا تاما لتسمح لهم بالمرور من خلال السيارات.  هذا الامر البديهي لا وجود له فى الشارع المصري. امر بديهي آخر يتعلق بكتابة محاضر التحقيق التى يقوم عليها العمل القضائي بأكمله. الغالبية العظمى من هذه المحاضر مازال يتم تدوينها يدويا ويصعب قرائتها وفك رموزها. ألا تملك المؤسسة القضائية ان تشترط إجادة الكتابة السريعة على الحاسب الآلى عند تعيين سكرتارية التحقيق؟ معيار الحكم على الأشياء غائب عننا

ما افصح عنه توفيق عكاشة من ايام ثم عاد واعتذر عنه بحاجة الى ان يتمعن الرئيس السيسي فيه. نسبة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية بحاجة الى تمعن ايضا. عبارات الرئيس خلال الاحتفال الديني الاخير كانت دقيقة فى محاولة لتحفيز القائمين على الخطاب الديني. أخشى ان ما نحتاجه هو تحفيز السلوك الديني وليس الخطاب الديني الانطباع العام ان هناك روح انتقامية سادت فى مؤسسات الدولة -خاصة الشرطة. للأسف، يبدو ان هذه الروح الإنتقامية للثأر من تيار سياسي ديني طغت وتجاوزت حدودها وادت الى تعاطف مكتوم مع هذا التيار. سواء كان هذه التعاطف فى محله او فى غير محله، مصر بحاجة الى ان تبتغى العزة فى اسلامها وترتضيه معيارا حضاريا فى الحكم على الأشياء. تقويض تيار سياسي ديني إن لم يتم بعقلانية وبعدالة دون ظلم قد ينقلب الى تقويض القيم الحضارية التى ينادى بها الاسلام وقد يزيد التعاطف مع هذا التيار الديني ويزيل الفوراق بين التيارات الدينية المعتدلة والمتطرفة. والله اعلم