Saturday, August 29, 2009

كتاب جديد: الدولة و القانون الإلهي

-->
يترسخ إعتقادي يوما بعد يوم ان أسلمة القانون هي المدخل الرئيسي لعلاج مشكلة صناعة القانون و تنفيذه في مصر و الدول العربية. بأسلمة القانون أقصد محاور ثلاثة للقانون ينبغي الموازنة بينها بغير إفراط ولا تفريط: القانون كتعبير عن ثقافة، و كأداة للإصلاح، وكعلم مقارن. في مؤلفه "مركز الشعب والدولة والرئاسة والبرلمان واللغة العربية في ضؤء مبدأ سمو القانون الإلهي" يستحدث الدكتور أحمد حشيش منهجاً غير تقليدياً لقراءة الإسلام قراءة قانونية بناءة و يقدم دراسة تأصيلية لموضوع لم يطرق من قبل. يمثل الكتاب حلقة جديدة في سلسلة دراسات سيادته حول مبدأ سمو القانون الإلهي.

يري سيادته أن القانون الإلهي الحالي قوامه الدستور الإلهي المعاصر (القرآن الكريم) ولائحته التنفيذيه (السنة المحمدية). و إنطلاقاً من هذا المدخل، يسعي الي تخليص العلم القانوني المعاصر مما يكتنفه من غموض. تحديداً، يتناول سيادته فكرة الشعب والدولة والرئاسة بإعتبارها من أكثر الأفكار غموضاً في الدساتير الوضعية المعاصرة وفي مؤلفات الفقهاء المحترفين. ذلك الغموض مبناه إما الانبهار بالفقه الغربي اوإتباع الفقه السلطاني.
من تأصيل الدولة أول وأقدم الاشخاص الإعتبارية في القانون الإلهي، الي تحليل دور الدولة الحضاري (لا الحربي) كعون للإنسان، ومن تمييز رئاسة الدولة عن رئاسة الشعب (بإعتباره اصل الدولة نفسها) إلي تنظيم علاقة الأصل (الشعب) بالفرع (الدولة ورئيسها) في ظل المبدأ الخضري (نسبة الي الخضر عليه السلام). ومن تتبع هذا المبدأ في مملكة سبأ، الي تناول فكرة الشوري كضمانة قانونية فيها. ومن تمييز الشوري عن المشورة و التشاور، الي مناقشة التصويت (جوهره و أشخاصه) كوسيلة لإعمال الشوري. ومن تأصيل فكرة البرلمان في القانون الإلهي (البرلمان الإبراهيمي)، الي التعرض لأعمال هذا البرلمان (التشريعات الإبراهيمية). ومن ظهور النموذج الإبراهيمي في برلمان الصحابة الي اختفاءه المطلق بعد عصر الخلافة الراشدة الي عودته منقوصا في ظل انتشار النموذج الغربي للبرلمان. ومن تلمس دور قانوني للقصص القرآني بإعتباره قصص أوائل من تلقوا العلم مباشرة من الله، الي إبراز اهمية علم اللغة بإعتباره ام العلوم بإطلاق "لأنه اول و اقدم علم تلقاه الإنسان، ثم نشأت من رحمه باقي العلوم تباعاً".
الكتاب "يدعو القارئ في اي مكان في العالم العربي علي الأقل، الي ان يشخص بنفسه الحالة في دولته تشخيصاً علمياً/ تاريخياً/ قانونياً. ويعاونه في هذا السبيل، فيزوده بأوليات البنية الأساسية و مثاليات الأنظمة التأسيسة، وبدايات العلوم الحقة، و أوائل من تلقوها مباشرة من الله تعالي، وهم "أولو العلم" و بالتالي مُثله العليا عبر الزمان".