Saturday, April 30, 2022

نعي في وفاة وليام م. بالانتاين William M. Ballantyne

 


نعي
في وفاة وليام م. بالانتاين William M. Ballantyne
ببالغ الحزن والأسى ننعى لكم أحد مؤسسي مجلة القانون العربي الفصلية، والقامة البارزة في علوم القانون العربي، والذي وافاه الاجل مؤخراً عن عمرٍ يناهز ٩٩ عاماً.
بدأ الأستاذ بالانتاين حياته المهنية كمحامٍ محدود الصلاحية، ثم أصبح محامياً بصلاحية مطلقة أمام المحاكم الرسمية في إنجلترا وويلز عام 1977. بهذه الصفة وعلى مدى العقود التي قضاها كمحامٍ ممارس للمحاماة، والتي ظلت مهنته الأساسية، إنخرط في العديد من القضايا البارزة والشهيرة التي تتعلق بالشرق الأوسط والقوانين النافذة فيه. ظل الأستاذ بالانتاين نشيطًاً في ممارسة المحاماة أمام المحاكم الإنجليزية طوال فترة حياته، في سن لكان فيه نظرائه من المحامين يستمتعون بحياةٍ تقاعدية منذ زمن طويل، إذ شارك في العديد من القضايا المؤثرة مثل:
- Westacre v. Jugoimport [1999]
- Beximco v. Shamil Bank [2000]
- Abu Dhabi v. H. Clarkson [2006]
منذ ما يقرب من أربعة عقود، تعين الأستاذ بالانتاين أستاذاً زائراً في SOAS من قبل الأستاذ نؤيل كولسون، في تلك الفترة، ألف أعمالاً معروفة جيداً في ميدان القانون مثل القانون والتنمية في شبه الجزيرة العربية، والقانون التجاري في الشرق الأوسط العربي، ومقالات وعناوين في القانون العربي، وهي أعمال يعرفها تقريباً كل أستاذ ومختص في قوانين الدول العربية. إن سجل الأستاذ بالانتاين في قوانين دول الخليج العربي، والذي نُشر لأول مرة في عام 1985، يعد ولسنوات عديدة أفضل مصدر للتشريعات الخليجية العربية باللغة الإنجليزية، ولا يزال مرجعاً لا يقدر بثمن إلى يومنا هذا.
كان الأستاذ بالانتاين أكثر من مجرد محامٍ رائد وفقيه قانون غزير الإنتاج. إذ شغل منصب عضو نقابة المحامين في ثلاث دول عربية مختلفة على الأقل، وكان منخرطًاً بشكل وثيق في صياغة العديد من القوانين العربية وتطويرها. وقد جسّد الأستاذ بالانتاين تاريخاً حياً، إذ كان شخص على معرفة واسعة بالعالم العربي، ومنطقة الخليج العربي على وجه الخصوص، في زمنِ شهد نمواً ملحوظاً. وإن مقدرة الأستاذ بالانتاين على نقل تلك المعرفة من خلال كتاباته ومحاضراته العديدة على مدى عقود أَثرت المكتبة القانونية مما عاد بالفائدة على الباحثين في القانون العربي من الناطقين باللغة الإنجليزية. وكانت رؤيته التي تتمثل بالتأثير المتبادل بين النظرية والتطبيق في مجال القانون بمثابة الركيزة التي أسس حولها مجلة القانون العربي الفصلية، ولا تزال إلى حد كبير جزءً أساسياً من هويتنا حتى يومنا هذا.
وعلى الرغم من هذه الإنجازات الهائلة، لم يفقد الأستاذ بالانتاين أبدًا إحساسه بالتواضع ، وخصص الكثير من وقته لإرشاد وتنمية العقول القانونية، وتعليم مئات من الطلاب، الذي أصبح الكثير منهم أساتذة وممارسين مؤثرين في القانون العربي في بلدانهم. وعمل الراحل أيضاً كزميل لبعض أعضاء هيئة تحرير المجلة لدينا، ومستشار هيئة التدريس لعدد آخر، وبطريقة أو بأخرى، كان مرشدًا لنا جميعاً. وبصفتنا ممارسين وأساتذة باحثين وأساتذة ومشرفين، سنظل مدنين له.
خلال الأسابيع القليلة القادمة، ستناقش المجلة الطرق المناسبة لتكريم مساهمات الأستاذ بالانتاين. وفي غضون ذلك، نحن نقدم هذه كلمات القليلة حداداً على خسارته وإحتفاءً بإنجازاته والتزاماً منا لحفظ ذكراه.
لأجل ذكراه،
مجلة القانون العربي الفصلية
المترجم: وصفي هاشم عبد الكريم الشرع، أستاذ معاون، كلية القانون، جامعة البصرة