Friday, February 26, 2016

مؤتمر استراتيجية التنمية



الشفافية في الادارة العامة مهمة لبناء دعم شعبي وتوافق حول السياسات العامة. افصح السيسي مسبقا ان الاوضاع الصعبة الحالية تعود اسبابها لفترة ماضية. وبدأت تلك الفترة من خمسين سنة وليس ثلاثين كما هو شائع. تصريح السيسي تصريح شجاع ويضيف الي رصيده في صدق نقد الذات. اتمنى ان تتحول الشفافية والصدق الي منهج تحترمه مؤسسات الدولة ويحميه قانون للإفصاح عن المعلومات بشكل منظم وقانوني كي يتمكن اهل العلم في مصر من تحديد الداء واقتراح الدواء

 امر جيد للغاية الافصاح عن معلومات مهمة خلال مؤتمر استراتيجية التنمية في مصر ٢٠٣٠. الاهتمام تركز في الفترة الماضية على اقراض المجموعات الاقتصادية الكبيرة استسهالا لانها قوية ومستقرة. اكبر ٥٠ شركة او مجموعة اقتصادية في مصر حصلت على ٣٠٪ من القروض اي ما يقرب من ٢٥٠ مليار جنيه. وهو امر غير سليم مصرفياً او اقتصادياً كما اوضح الاستاذ طارق عامر محافظ البنك المركزي. لذلك الاتجاه الان نحو الاهتمام بالمشروعات الصغيرة وربما متناهية الصغر


ما تم الافصاح عنه اعاد الي ذهني مشكلة مصر الاساسية. حققت مصر معدل نمو جيد في اخر سنوات عهد مبارك. لكن لم يشعر بها المواطن المصري لان ثمار هذه التنمية كانت في يد قلة. مؤشر جيد الآن هو الاهتمام بإتاحة الفرص الإقتصادية للجميع دون ان تحتكرها قلة. اتمنى ان يسري نفس المنهج على الفرص الوظيفية كى يتولاها من هو كفء

 

 

Saturday, February 20, 2016

مبادرة رئاسية لضبط الأداء الأمني

اجتماع السيسي مع وزير الداخلية ودعوته لسن قوانين جديدة لضبط "الاداء الأمني في مصر" مؤشر جيد على إدارك الرئيس لخطورة المشكلة. أتمنى أن يكون لدى مؤسسة الرئاسة فريق عمل له هدف محدد  يتناول هذا الملف الحساس. يمكن لهذا الفريق ان يطرح على المجتمع وبصفة دورية افكار الرئاسة في إطار مبادرات محددة. رصيد السيسي لدى الشرطة والمواطن يضمن القبول الحسن لهذه المبادرات الي حد كبير. لضمان نجاح هذه المبادرات، ينبغي أن يكون لها موضوع محدد: مشكلة محددة يمكن حلها بمشروع قانون من مادتين او ثلاثة يتم صياغتها ببساطة بدون تعقيد. مثلا، مادة تتناول حقا للمواطن، ومادة تتناول حقا للشرطي، ومادة تتعلق بالجزاء وتدرجه في حالة المخالفة وشموله لعقاب المخالف وتعويض المتضرر. كل اسبوع تحدث فيه مشكلة محددة لابد من طرح حل متوازن بسيط يرضي الجميع بدون ان يستدعي اي خلافات حوله بين اعضاء مجلس النواب، فيكون عليهم: إما أن يُقروه وإما أن يرفضوه. والله اعلم








Sunday, February 14, 2016

النيابة العامة ومستشفى المطرية



استكمالا لما كتبته عن  ضرورة الاهتمام بأصول مصر القانونية واستثمارها الاستثمار الامثل، النموذج التالي نموذج مثالي لضرورة اعادة تعريف دور النيابة العامة وضرورة استخدامها لسلطاتها للتحقق من اقوال الخصوم خاصة في الحالات التي لا تحتمل التعامل معها بصورة تقليدية وإلا تطورت الاحداث بصورة لا داعي لها

 تشهد مصر تطورات ما وقع بمستشفى المطرية من تعدي عدد من أمناء الشرطة على الاطباء خلال عملهم الطبي. ما شاع هو أن احد الأمناء ذهب للعلاج وتطور الأمر إلي اشتباك جسدي استدعى أن يذهب الاطباء الي قسم شرطة المطرية لتحرير محضر تعدي ضد الامناء، وقام الامناء بتحرير محضر تعدي ضد الاطباء. وبعد صدور قرار النيابة العامة بحبس الاطباء اربعة ايام على ذمة التحقيق، تنازل الاطباء عن محضرهم مقابل تنازل امناء الشرطة عن محضرهم. لكن الامر اثار غضب قطاع كبير من الاطباء وادى لعدة تطورات منها عقدهم لإجتماع جمعية عمومية بنقابتهم واتخاذ عدة قرارات مهمة. اهم من هذه القرارات هو الاجتماع نفسه الذى ضم عدد ضخم من الاطباء لدرجة ان استدعى تواجدههم في شارع القصر العيني امام النقابة، وهو ما أتاح لوسائل الإعلام التعرف على حجم غضب الاطباء وعلى هتافات بعض الغاضبة ضد الداخلية. واستغل البعض (مثل الشيخ القرضاوي وغيره) ما حدث، ليدعو الي ما يتفق واجندته الخاصة

الدكتور خالد مجاهد - االمتحدث باسم وزارة الصحة اوضح أنه تم التواصل مع الوزارة بشأن الواقعة، وتم ارسال مذكرتين الي النائب العام والي وزير الداخلية. وتم ارسال محام هيئة المستشفيات التعليمية التابع لوزارة الصحة للحضور مع الأطباء في التحقيق. وانتهي الأمر بأن تنازل الطرفين (الاطباء وامناء الشرطة) عن بلاغاتهم. ردت الدكتورة منى مينا بأن التنازل حصل نتيجة الضغط النفسي على الأطباء بعد ان حرر احد امناء الشرطة محضر أن الاطباء  تعدوا عليه واحدثوا كسرا بذراعه، واستشهد بتقرير طبي عن ذراعه المكسور، والحقيقة ان كسر ذراعه هو سبب ذهابه اصلا الي مستشفى المطرية قبل ان تحدث الواقعة بين امناء الشرطة والاطباء  

توضيح الدكتور خالد مجاهد ورد منى مينا يمكن التأكد منه من متابعة حلقة برنامج لميس الحديدي عن الموضوع والتي حضرها ايضا الدكتور خالد سمير والدكتور عبد المنعم شهاب - عضو مجلس النواب والدكتور محي عبيد نقيب الصيادلة الذي اختتم كلامه بأن يجب على الجميع اعتبار استغلال اصحاب الاجندات الخاصة للأحداث وهو ما اعترضت عليه الدكتورة منى مينا التي اصرت على تحليل الاحداث بصورة موضوعية ومحاولة حلها بصورة موضوعية كيلا يستغل احد اخطاء موجودة بالفعل وبحاجة الي حل جذري لها

السؤال الآن: هل كان بإمكان النيابة العامة ان تتدارك كل هذه التطورات لو أنها تصرفت بفاعلية أكبر لتمييز حقيقة ما حدث بين الاطراف المعنية؟ هل قام الاطباء فعلا بالاعتداء على امناء الشرطة؟ اتمنى ان نعي جميعا دور اصول مصر القانونية  في السعي الحقيقي نحو العدل وسيادة القانون


Thursday, February 4, 2016

رأسمال مصر القانوني

على مصر ان تقوم بإستثمار أصولها الرأسمالية بكافة صورها، ومنها  أصول رأسمالها القانوني.

جزء كبير من المعضلة المصرية الحالية يتعلق بسوء إستغلالنا لما نملكه. لدينا أصول عديدة بعضها بمثابة كنز مدفون وبعضها بمثابة كراكيب يجب التخلص منها. بعض هذه الأصول مادية مثل أراضي الدولة. وبعض هذه الأصول معنوية مثل الوقت الذى يتم إهداره في بؤر الزحام المروري ومثل العلاقات الإجتماعية القائمة على الثقة. ولاحظ ان علاقات الثقة قد تستعمل فيما ينفع ("الجمعية" التي تلجأ إليها الأسر المصرية) وقد تستعمل فيما يضر ("الكوسة" اللي جابت مصر ورا). وهناك طبعا أصول مصر البشرية، ودي حكاية بحاجة لمقال مستقل، وبعضها برضه كنز مدفون وبعضها كراكيب نحتاج ان نعيد تأهيلها او تدويرها في اماكن معدة لذلك (ربما المدارس والجامعات وربما السجون بحسب الحال).

لكن الحقيقة هو أن أغلى ما تملكه مصر هو الرأسمال البوتقة التي ينصهر فيها اصول بشرية ومادية ومعنوية. فكر في الجامعات مثلا. قيمة الجامعة ليست في المباني رغم أهميتهما. وليست قيمتها أيضا فيما تحويه من كتب كمستودع للعلوم وليست قيمتها أيضا في اهل العلم بها رغم أهميتهم. قيمتها تكمن في كونها مؤسسة ينصهر فيها كل ما سبق لتصبح اسما على مسمى: جامعة تجمع شتى العلوم والرؤى وتوجهات البشر في الماضى والحاضر وتستشرف المستقبل كالمنارة العالية التي يشع ضوءها ليسترشد به من يريد

نفس الأمر يسري على أصول مصر القانونية. لدينا محاكم وقوانين وقضاة لكن العائد ضعيف. لدينا عمل نقابي نظريأ، لكن التظاهر أجدى للدفاع عن المصالح. لدينا اساتذة قانون انفقت الدولة عليهم مبالغ طائلة لكن لا يمنع ان نلبس في الحيط بحكم تحكيم ضدنا او ان نضبط المجتمع بالدراع لأننا لم نحسن ضبطه بالقانون. والله اعلم

Wednesday, February 3, 2016

التاكسجية والمنافسة غير المشروعة


من حوار قصير مع سائق تاكسي بالقاهرة، تبين انه وغيره من اصحاب التاكسيات بالقاهرة يستعدون لوقفة للتظاهر امام مجلس الوزراء واماكن اخرى. سبب شكواهم هو ما يعانوا منه اقتصاديا بسبب منافسة يرونها غير مشروعة. مصدر المنافسة هو خدمات التوصيل بالسيارة التي يتم توفيرها عبر اوبر وكريم وغيرهما من الشركات التي تقدم خدماتها عبر تطبيقات الهواتف الذكية. حقيقة لا أعلم مدى دقة معلومات سائق التاكسي حول هذه الشركات. هل لهذه الشركات كيان قانوني في مصر يلزمها بقواعد قوانين العمل والضرائب وغيرها. هل يدفع المشاركون في تقديم خدماتها ما يدفعه سائقو التاكسي من ضرائب وغيره. لا أعلم. مقارنة احوال التاكسيات فى القاهرة والاسكندرية تصب لصالح تاكسي القاهرة بلا منازع. يبدو ان تعريفة تاكسي الاسكندرية تعتمد على المسافة فقط دون الوقت وقيمتها غير منطقية، وبالتالي لم أصادف تاكسيا سكندريا يستعمل العداد، ولذا فإن قيمة التوصيلة محل شجار دائم مما ينفر الكثير من ركوب التاكسي اصلا لكن في المجمل ارتفعت قيمة الخدمة. التعريفة موضوع دقيق ويحتاج إلي دراسة ويبدو أنها مصدر قلق في سوهاج أيضا. القاهرة اكثر تطورا في هذه الشأن، والامور واضحة بين التاكسي والزبون لأن العداد يحسب المسافة مع الوقت وتعرفيته منطقية. لكن يبدو ان المنافسة الجديدة تدفع تاكسجية القاهرة للتظاهر. لا يعلم من حاورته إذا كان لهم نقابة تمثلهم، وبفرض وجودها يشك اصلا في جدواها. اتمنى ان يبادر جهاز حماية المنافسة بالتحقيق في الامر. الجهاز له نشاط بارز منذ انضمت إليه الدكتورة منى الجرف لترأسه. وآن الأوان لتقييم جدوى الكيانات النقابية الموجودة وجدوى بعض النظم القانونية الغائبة عنا مثل الدعوى الجماعية. لعل المحكمة الدستورية العليا تساهم فى تفعيل هذا النظام القانوني مثلما ساهمت المحكمة العليا الهندية في تفعيله ليساهم فى تنمية الهند اقتصاديا بل وسياسيا ايضا بأن جعل جدوى التظلم الجماعي امام القضاء اكثر جدوى وفاعلية من التظلم الجماعي في الشوارع. والله اعلم

القانون في بر مصر #160203







Monday, February 1, 2016

القانون في بر مصر #160201