Wednesday, November 11, 2015

رب ضارة نافعة


الفجوة بين مصر الرسمية ومصر الشعبية بحاجة الى جهود وعناية خاصة وتنسيق من الرئيس ومن مستشاريه ومن المكتب الاعلامى بالرئاسة. داخل اجهزة الدولة وخارجها مازال يوجد نمط تفكير وصنع قرار لا تصلح لما تواجهه مصر. تغيير هذا النمط بحاجة لعناية خاصة من مؤسسة الرئاسة وتنسيق غير مسبوق بين المجتمع الرسمى والمجتمع المدنى والقدرة على اعادة توجيه الاحداث لتعطى مؤشرات توافق وطنى رسمى وشعبى على احترام مبادئ ينبغى ان نبنى عليها الجمهورية المصرية الثالثة. الرئيس -وهو على حق- اعلن اكثر من مرة اهمية دور الاعلام وضرورة اعادة تقييم بعض الممارسات الاعلامية الصادمة للمجتمع. لكن فى نفس الوقت، تجد دور الرئاسة فى تشجيع الممارسات الاعلامية المحترمة محدود،  وان حدث،  لا يتم الاستفادة منه وتسويقه ليتبناه المجتمع الرسمى والمدنى. حسام بهجت احد الشخصيات المحترمة التى تكتب ما ينبغى ان يقرأه اى رجل دولة يقدر دور الاعلام المحترم الذى يبنى ولا يهدم. الافراج عنه مؤشر جيد لكنه لا يغير من حقيقة ان ما حدث معه هو تضييق رسمى على ممارسات اعلامية محترمة. اتذكر ما حدث من اساءة لفظية من مذيع امريكي فى برنامجه لطالبة قانون من جامعة جورج تاون بعدما ادلت بشهادتها امام احدى لجان الكونجرس، فاتصل بها اوباما هاتفيا ليؤكد تقديره الشخصى لعملها. وفى مناسبة اخرى، بعدما تم القبض خطأ على استاذ بجامعة هارفارد وثار الجدل حول المسلك العنصرى للشرطى حينها، استضاف اوباما ونائبه كلا من الاستاذ الجامعى والشرطى فى جلسة ودية قصيرة بحديقة البيت الابيض ووصلت اشارته -بهدوء- الى المجتمع الامريكي كله. يمكن لمساعدى الرئيس فعل الكثير لارسال رسائل مطمئنة لمصر الرسمية والشعبية بالمبادئ التى تقوي الامم ولا تضعفها. وبالمثل، كما اوضح ابراهيم عيسى امس (١٢ نوفمبر ٢٠١٥) فى برنامجه بالقاهرة والناس، فمشكلة مصر هى فى كيفية اخراج المشهد المصرى. ازمة الطائرة الروسية كشفت الكثير الذى ينبغى تداركه، واهمية استعداد المجتمع الرسمى والمجتمع المدنى لما هو قادم.