Thursday, March 5, 2015

الجيش الامريكي والسياسة الخارجية

متابعة جلسات الكونجرس قد يكون امرا مملا للبعض لكنه للبعض الاخر امر مفيد لمتابعه كيف تتشكل السياسات وتخصص لها الميزانيات ويتم متابعه تطبيقها وتصحيح اوجه القصور فيها. من اهم لجان الكونجرس لجنه المخصصات التى يؤول اليها طلبات الميزانية من كل ادارات الجهاز التنفيذى. منذ ايام قليله، انعقدت لجنه المخصصات لمناقشه وزير الدفاع كارتر ورئيس الاركان ديمبسي فى طلب وزارة الدفاع لميزانينها الجديدة

الجيش الامريكي اداة فعالة فى دعم السياسه الخارجية الامريكية. المقولة الشهيرة (تحدث بلطف واحمل عصا غليظة) قالها الرئيس الامريكي ثيودور روزفلت (١٩٠١-١٩٠٩) كررها مؤخرا الرئيس اوباما. الشق المتعلق بالعصا الغليظة فى هذه المقولة تعبر عن سياسة تبنتها الادارات الامريكية على مدار اكثر من قرن فى دعم جيش قوى. جيش قوى لا يعنى جيش ضخم وهو ما بدأ يلمح له البعض مشيرا الى ان الضغوط على الميزانية الامريكية عموما ستنعكس على ميزانية الجيش. هذا لا يعنى ازاحة بعض الاعباء عن كاهل الجيش وانما تزايدها. كما وضح كارتر فإنه فى اول حياته المهنية كان هناك عدو واحد نعرف قوته ونتوقع خطواته هو الاتحاد السوفيتي اما الان فهناك اثنى عشر عدو وصعب توقع خطواتهم. الحل الوحيد هو تعظيم المنفعة من كل دولار يتم انفاقه فى وزارة الدفاع لمواجهة اخطار متزايدة بميزانية تحت ضغوط مستمرة

الامر لا يتعلق فقط بتعظيم المنفعة من كل دولار يتم انفاقه بل ايضا كل معلومة استخبارية يملكها الجيش او كل سلاح او تقنية فى ترسانة الجيش. تقرير صحفى نشرته النيويورك تايمز هذا الاسبوع كشف عن شكوى بعض المسؤلين الاوكرانيين من عدم مشاركة الحكومة الامريكية لبعض المعلومات معهم خشية ان يتم استخدامها فى استفزاز روسيا وتصعيد الخلاف الامريكي الروسى لمستوى لا تريده الحكومة الامريكية فى الوقت الحالى. غير واضح الان اذا ما كانت الحكومة الامريكية تتبع سياسة مماثلة مع الاكراد الساعين بحماس لتأسيس دولة مستقلة عن الحكومة العراقية. غير واضح ايضا سبب تصريح الحكومة العراقية مؤخرا انها ستحارب لتحرير ارضها من الارهاب سواء بمساعدة امريكية او بدونها. غير واضح ايضا ما المقصود من عبارة كررها الجنرال ديمسي خلاصتها انه لابد من استمرار الضغط بكل الطرق على شبكة تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام