Wednesday, January 29, 2014

قيمة الدستور من وزن المحكمة

الموافقة على الدستور ليست نهاية المطاف. هناك امور ثلاثة جذبت انتباهي.
اولا- لم تتطرق وسائل الإعلام الى الحكمة من تعديل قواعد تصويت المصريين بالخارج أو الحكمة من إلغاء التصويت بالبريد. هل صاحب تصويت المصريين بالخارج خلال استفتاء ٢٠١٢ عقبات او تجاوزات استدعت هذا التغيير؟ هل سبق اتخاذ هذا القرار دراسة متأنية او حوار مجتمعى؟ اتمنى ألا يترك هذا الامر بدون علاج كيلا يتكرر خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ثم يترك مرارة في نفوس ابناء مصر بالخارج ويجعل من الصعب الإستفادة من علمهم وخبراتهم في المستقبل
ثانيا- لماذا تم تعديل المادة المتعلقة بعدد اعضاء المحكمة الدستورية؟ حسنا فعل واضعى دستور ٢٠١٢ عندما حددوا عدد اعضاء المحكمة رغم ان طريقتهم في تقليص العدد حينها لم تكن موفقة. تحديد عدد اعضاء المحكمة هو امر حسن من ناحية المبدأ بالنظر الى الأسلوب الذي اتبعه الرئيس السابق مبارك في التاثير على المحكمة بزيادة عدد أعضائها. الدستور المعدل اعاد النص لحالته التى كان عليها في الماضى وترك المجال متاحا للتأثير في المحكمة عن طريق التحكم في عدد قضاتها. ربما لدى واضعى التعديلات الدستورية الاخيرة حكمة لكنهم اخفقوا في التواصل المجتمعى بشأنها
ثالثا- لماذا لم يتبنى الدستور خلال تعديله فكرة انتخاب المحافظين؟ العمل بوحدات الحكم المحلى فرصة ذهبية للتدرب وصقل الخبرات استعدادا للعمل على المستوى الوطنى. التجربة التركية والتجربة الإيرانية تدللا على هذا الامر. احمدى نجاد كان عمدة طهران وطيب أردوغان كان عمدة أسطنبول. غير واضح لماذا انصرف واضعو دستور ٢٠١٢ عن الفكرة ولماذا اصر من قاموا بتعديله في ٢٠١٣ على تجاهلها

ايا كان الأمر- تمت الموافقة على الدستور - ومن المهم تأمل المقارنة بين نسب المشاركة والموافقة في ٢٠١٢ -٢٠١٣- وافق على دستور ٢٠١٢ ما يزيد على عشرة ملايين مصري ووافق على تعديلات ٢٠١٣ ما يقرب من عشرين مليون مصري- إن دل هذا على شئ فهو يدل على احتمال استقرارالنص الدستوري المُعدَل نسبيا مقارنه باستقرار النص قبل تعديله- ومع هذا فإن الامر لن يتأكد إلا بعد ملاحظة مدى استقرار واستقلال الجهة المخولة بمراقبة احترام هذا النص الدستوري ألا وهى المحكمة الدستورية العليا

Wednesday, January 15, 2014

متابعه نتيجه اوليه للإستفتاء ٢٠١٤

لم يتم بعد اعلان النتيجه النهائيه للإستفتاء على الدستور. الارقام التاليه تقارن بين مشاركه المواطنين في اعوام ثلاثه ٢٠١١- ٢٠١٢-٢٠١٤ علما بأن ارقام ٢٠١٤ لم تصدر بعد عن اللجنه القضائيه العليا وما تم استخدامه هو ما اتاحته جريده الوطن على موقعها الإلكتروني

استفتاء ٢٠١١


استفتاء ٢٠١٢


استفتاء  ٢٠١٤- جارى تحديثه بناء على ظهور نتائج فرز الاصوات

المصدر في استفتاء ٢٠١١
http://referendum2011.elections.eg/component/content/article/84-slideshow/160-2011-03-20-20-19-29.html
المصدر في استفتاء ٢٠١٢
http://referendum2012.elections.eg/results/referendum-results
المصدر في استفتاء  ٢٠١٤- الساعه ١١:٢٠ مساء توقيت كنساس
 http://vote.elwatannews.com/show_map/elections

Sunday, January 12, 2014

المقومات الإجتماعية بين ٢٠١٢ و٢٠١٣




من الأمور الواجب التوقف أمامها عند مقارنة ثلاثة وثائق ذات طبيعة دستورية ١٩٧١-٢٠١٢-٢٠١٣، العلاقة بين المجتمع والدولة. دستور ٢٠١٢ خصص الباب الاول لمقومات الدولة والمجتمع وتناول هوية الدولة بإعتبارها المقومات  السياسية وخلالها تناول وضع الازهر الشريف ثم اتبعها بالمقومات الإجتماعية والخلقية ثم المقومات الإقتصادية. دستور ٢٠١٢ يتناول المقومات الإجتماعية والأخلاقية للدولة فى ستة مواد من المادة ٨ إلى المادة ١٣. في المقابل، خصص دستور ٢٠١٣ الباب الأول للدولة حيث تناول هوية الدولة بصفة أساسية. ثم يليه الباب الثاني متناولا المقومات الأساسية للمجتمع ومنها المقومات الإجتماعية التى تعرض لها في عشرين مادة من المادة ٧ التى تتناول وضع الأزهر الشريف إلى المادة ٢٦ ثم المقومات الإقتصادية ثم المقومات الثقافية

قراءة سريعة للنقاط التى أثارت الجدل أثناء إعداد دستور ٢٠١٢ تفصح عن مخاوف البعض من إستخدام موارد الدولة لفرض رؤية أخلاقية معينة على المجتمع. ربما يفسر هذا الربط المتكرر بين الدولة والمجتمع في مواد هذا الدستور. وربما هذا يفسر أيضا بعض التغييرات التى طرأت على نفس هذه المواد فى دستور ٢٠١٣. المادة ١٠ على سبيل المثال كانت تحرص الدولة والمجتمع على الإلتزام بالطابع الاصيل للأسرة المصرية وعلى تماسكها واستقرارها. في دستور ٢٠١٣ اصبحت مادة ١٠ تقرر بخصوص الأسرة ..تحرص الدولة على تماسكها وإستقرارها.. قريب من ذلك أيضا، التحول الذي طرأ على المادة ١١. في دستور ٢٠١٢ أثارت المادة ١١ مخاوف بشأن إحتمال إستخدامها في المستقبل لتأسيس هيئة حكومية لفرض رؤية اخلاقية أو دينية معينة. كانت المادة تقرر أن ترعى الدولة الاخلاق والآداب والنظام العام والمستوى الرفيع للتربية والقيم الدينية والوطنية إلخ.. في دستور ٢٠١٣ تحولت تلك المادة إلى هدف آخر فقررت أن تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل إلخ.. من تمثيل المرأة في المجالس النيابية والوظائف العامة والإدارة العليا والجهات والهيئات القضائية

أخيرا، مما يمكن ملاحظته هو التوسع في ذكر المقومات الإجتماعية مما يعكسه زيادة عدد المواد المتعلقة بذلك من ستة مواد في دستور ٢٠١٢ إلى ٢٠ مادة في دستور ٢٠١٣. من تلك المواد ما يتعلق بمنع إلزام أى مواطن بالعمل جبراً زمنها ما يتعلق بحقوق العمل والأمن والسلامة والصحة المهنية، وتولى الوظائف العامة على أساس الكفاءة دون محاباة أو وساطة، والحق فى الإضراب السلمى، وتكريم الشهداء والتأمين الإجتماعى، والحق في الرعاية الصحية مع تخصيص نسبة ٣٪ من الناتج القومى، والحق في التعليم وتأصيل المنهج العلمي مع تخصيص ما لا يقل عن ٤٪ من الناتج القومى، وكفالة إستقلال الجامعات مع تخصيص ما لا يقل عن ٢٪ من الناتج القومى، وكفالة حرية البحث العلمى مع تخصيص ما لا يقل عن ١٪ من الناتج القومى، والقضاء على الامية الهجائية والرقمية وفقا لخطة زمنية محددة

Wednesday, January 8, 2014

ملاحظات سريعة على تعديلات 2013 الدستورية


 



خلال أيام سيتم استفتاء الشعب المصري على الوثيقه التي أعددتها لجنه الخمسين. ليس هناك مجال لبحث مدى ملائمه تشكيل لجنه الخمسين وطريقه عملها ومدى صحه التغيير الذى أُدخل على أحد العبارات بعد أن أنتهت اللجنه من التصويت النهائي. هذه الامور يجب أن يتم حسمها عبر مراجعتها قضائيا بمنهج يأخذ كافه الإعتبارات في الحسبان



 الهدف هنا ليس التطرق إلي الى كل ما تم تعديله وإنما إلي بعضها فقط لأهميته النسبيه. اتمنى أن يتسع الوقت في المستقبل لدراسه مقارنه بين ثلاثه وثائق (١٩٧١-٢٠١٢-٢٠١٣) ودراسه مدى احترام المنهج العلمي الواجب إتباعه في صكها وفي بناء التوافق حولها. مفهوم إذن أن الملاحظات التاليه لا تتجاوز سرد- على سبيل المثال لا الحصر- لبعض النقاط التى تحتاج الي دراسه مفصله في المستقبل


تغير عنوان الباب الأول من مقومات الدولة والمجتمع إلي الدولة
المادة (١) بقيت جمهورية مصر العربية دولة مستقلة ذات سيادة، موحدة لا تقبل التجزئة… لكن تم إضافة ولا ينزل عن شئ منها وكانت نظامها ديمقراطي فأصبحت نظامها جمهوري ديمقراطي، يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون
المادة (٢) المتعلقة بدين الدولة الإسلام وباللغة العربية لغة رسمية وبمبادئ الشريعة الإسلامية ظلت كما هى
المادة (٣) المتعلقة بمبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود بقيت كما هى
المادة (٤) كانت متعلقة بالأزهر الذى تم نقل تنظيمه إلى المادة (٧) بالباب الثاني المتعلق بالمقومات الأساسية للمجتمع في فصله الاول (المقومات الإجتماعية). المادة (٤) فى صورتها الحالية تتناول موضوع السيادة الذى ورد بالمادة (٥) بدستور ٢٠١٢. كانت السيادة للشعب يمارسها ويحميها فأصبحت السيادة للشعب وحده يمارسها ويحميها. وكانت يصون وحدته الوطنيه فأصبحت يصون وحدته الوطنية التى تقوم على مبادئ المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين
المادة (٥) تتعلق بالنظام السياسي الذي يقوم على أساس التعددية السياسية والحزبية … بعد حذف مبادئ الديمقراطية والشورى والمواطنة
المادة (٦) تتعلق بالجنسية المصرية
المادة (٧) تتعلق بالأزهر الشريف. فظل هيئة إسلامية لكن تعدلت مستقلة جامعة إلى علمية مستقلة. وتم حذف يؤخذ رأى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فى الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية

هذه مجرد إشارة مختصرة إلي بعض التعديلات التى وردت بالمواد السبعة الأولى. لا مفر من الرجوع لمحاضر إجتماعات لجنة الخمسين ولمذكراتها الإيضاحية لمعرفة خلفيات التعديلات التى وردت
 

بعض التعديلات يفترض أنها بصدد حسم أمور جوهريه لم يكن لها أن تُحسم إلا بعد حوار مجتمعي مفتوح لفهم الخيارات المتاحه وهو ما لم يحدث لا في دستور ٢٠١٢ ولا في دستور ٢٠١٣. في دستور ١٩٧١ كانت السيادة (للشعب وحده) ثم أصبحت (للشعب) فى دستور ٢٠١٢ ثم عادت (للشعب وحده) فى ٢٠١٣. هذا التذبذب يعكس في أصله الأختلاف بين عدة نظريات تتعلق بالسيادة: هل السيادة للشعب أم للأمة أم لله؟ يبدو ان دستور ٢٠١٢ اراد ترك المجال مفتوحا لما وراء الشعب فأتى تعديل ٢٠١٣ ليعيد الأمر لحالته الاولى
 

مبدأ المواطنة ورد في دستور ٢٠١٢ بالمادة المتعلقة بالنظام السياسي (مادة ٥) فأتى تعديل ٢٠١٣ ليضعها بالمادة المتعلقة بتعريف هوية مصر (المادة ١) ولا يقصرها فقط على النظام السياسي
 

الأزهر الشريف تمت إعادة تعريف دوره ليتحدد كدور علمى بالدرجة الاولى خلافا لدوره الوارد بدستور ٢٠١٢ حيث أريد لهيئة كبار العلماء أن تشارك المحكمة الدستورية العليا في البت في الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية فأتى تعديل ٢٠١٣ ليغير من ذلك