جوهر إزدهار الفساد هو السرية، وجوهر مكافحته هو العلانية. والعلانية ركن ركين لا تقوم لمكافحة الفساد قائمة بدونه. والعلانية هي المنهج الذي اتبعته أكثر الجهود الوطنية لمكافحة الفساد نجاحاً في العالم، واعني بها جهود مكافحة الفساد بهونج كونج. تلك الجهود التي بدأت عام 1974، والتي أرجع الكثير من المعلقين نجاحها الي أمور ثلاثة:
الاول: إعتمادها لإسترتيجية بعيدة المدي لمكافحة الفساد في هونج كونج
الثاني: إعتماد تلك الإسترايجية علي العلانية كمبدأ راسخ لا تحيد عنه
الثالث: إعتماد تلك العلانية علي العامة نجم عنه أفضل إستخدام للموارد وأفضل جدوي للإستراتيجية
تجدر الإشارة الي ان تجربة هونج كونج في المكافحة الجادة للفساد قدبدأت عام 1974، وذلك بإنشاء الهيئة المستقلة لمكافحة الفساد في هونج كونج (ICAC). بعد معاناة لعقود طويلة مع الفساد، نشأت اللجنة وتسلحت بإلتزام ودعم حكومي، وسلطات قانونية كافية، وإستراتيجية متكاملة ذات أبعاد ثلاثة تعتمد علي الردع العلاجي (بكشف الفساد والعقاب عليه)، و علي المنع الوقائي (بإقامة أنظمة رقابة فعالة)، وعلي التوعية المجتمعية (بتغيير تسامح العامة تجاه الممارسات الفاسدة). وقد أمتدت سلطات الهيئة لمكافحة الفساد في كل من المجتمع الحكومي والقطاع الخاص.
وقد تمتعت الهيئة بثلاثة أذرع: واحدة لممارسة سلطتها الضبطية، والثانية لممارسة سلطتها الرقابية، والثالثة لتنمية علاقاتها العامة مع الجمهور. وتعتبر الهيئة سر نجاحها هو إعتمادها المكثف علي الذراع الثالثة (العلاقات