Friday, March 21, 2014

تطوير المنتج القانونى المصرى




القانون مُنتَج مثله مثل أى منتج آخر. ما يحدث فى مصر منذ يناير ٢٠١١ يؤكد وجود عيوب جسيمة فى المنتج القانونى المصرى. الامر لا يقتصر على عيوب صياغة او مشاكل تنفيذ بل الأمر يتعلق بما هو اكثر من ذلك. يبدأ الأمر بالمناهج التى يتم تدريسها فى كليات الحقوق او كليات الشريعة والقانون

فى مصر ما يزيد عن ثلاثة عشر كلية حقوق إضافة الى ثلاث كليات للشريعة والقانون تابعة للأزهر فى القاهرة وطنطا وأسيوط. بصفة عامة، لا يسمح النظام التعليمي الذى تتبعه هذه الكليات بتطبيق نظام المواد الإختيارية. وبالتالى، فإن المواد التى يدرسها طالب القانون خلال سنوات دراسته الاربعة (او الخمسة فى حالة كليات الشريعة والقانون) هى مواد إجبارية مقررة سلفاً. صحيح أن هناك مواد اساسية لا مفر من دراستها قبل حصول دارس القانون على شهاده تجيز له ممارسة القانون. لكن صحيح أيضا أن هناك مواد غير أساسية يتم تدريسها للطلاب كافة رغم عدم الحاجة لذلك. يؤدى ذلك إلى عرقلة عمل الأكاديميات القانونية من خلال تجميد مقرراتها

أن يتاح لطالب القانون ان يختار من بين المواد غير الأساسية يخدم طالب القانون ويخدم البيئة القانونية المصرية بصفة عامة. من هذه المواد ما يجرى تدريسها بالفعل مثل القانون الزراعى والقانون البحرى وقانون العمل وغيرهم. لكن هناك مواد اخرى بحاجة لأن يتم إتاحتها لمن يهتم بها مثل القانون الإنتخابى والقانون العسكرى وقانون الأحزاب السياسية وقانون الهيئات القضائية وقانون الشرطة وقانون النقابات المهنية وغيرهم. لسنا بحاجة لإعادة إختراع العجلة من جديد. هناك دول عديدة تسمح لأكاديميات القانون بها بتطوير اوعيتها الأكاديمية ليتناسب المنتج القانونى مع متطلبات البيئة الوطنية ويكون العنصر البشرى اكثر استعدادا لسوق العمل الوطنى او الإقليمي أو الدولى

Thursday, March 20, 2014

مشروع قانون انتخابات الرئاسة: جدل عقيم ومضيعة وقت




الجدل العقيم الذى تشهده مصر حول قانون الإنتخابات الرئاسية هو مضيعة للوقت. أسوأ أنواع الجدل هو الذى لا يعتمد على معلومات واضحة صحيحة ومنضبطة. القانون  محل الجدل -مثله مثل غيره- يعبر عن تواضع أداء العقل القانونى المصرى. مع كامل الإحترام لمن أعد القانون وبذل قصارى جهده ليخرج القانون بالصورة التى هو عليها الآن، القانون لا يتناسب والوضع الذى تشهده مصر. شبهه مخالفة القانون للدستور تكفى وحدها كدليل

الهند لها باع طويل فى تنظيم العملية الإنتخابية بأنواعها المختلفة. خلال أيام تبدأ عملية إنتخابية ستستغرق ٧٠ يوما. هناك لجنة وطنية تقوم على إدارة هذه الإنتخابات وهناك محاكم مختلفة تحسم النزاعات الإنتخابية. الأهم من هذا كله هو القواعد المنظمة لإختصاص اللجنة ولإختصاص المحاكم. متى يبدأ عمل اللجنة ومتى ينتهى ومتى يبدأ عمل المحاكم ومتى ينتهى؟  لندرس الامر ونتعلم

هناك أسئله كثيره أفرزها الواقع المصرى. هل الأفضل الرقابة السابقة ام اللاحقة امام المحكمة الدستورية؟ ما حدود المنع الدستورى لتحصين عمل اي لجنة إدارية؟ هل اللجنة العليا للإنتخابات بمثابة لجنة إدارية أم قضائية؟ اسئلة كثيرة سيظل الفقهاء ورجال القانون يختلفون بشأنها للأبد. لكن الخلاف الفقهى حول نقاط فرعية لابد ان يتم حسمه بتقديم نموذج يوضح الصورة كاملة. الفرصه الذهبية لإعداد صورة متكاملة أضعناها خلال إعداد دستور ٢٠١٤. هذا الدستور ينص على لجنة وطنية للإنتخابات لا تختلف كثيرا عن المفوضية الوطنية للإنتخابات التى ذكرها دستور ٢٠١٢. لماذا تغيرت التسمية؟ لا اعلم. لماذا لم يتم إنشائها لتباشر مهامها؟ لا اعلم